GuidePedia


قراءة في كتاب (افكار متناثرة)

للصحفي الكوردي الشاب محمد فائق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  إعداد : رمزي عقراوي
  شاعر وصحفي من دهوك   

(بمناسبة الذكرى 116 لعيد الصحافة الكوردية) في 22/04 من كل عام --

قراءة في كتاب (افكار متناثرة) للصحفي الكوردي الشاب محمد فائق

اعداد / رمزي عقراوي – شاعر وصحفي من دهوك

Email: remziakrawi@yahoo.com

 

صدر حديثا كتاب (افكار متناثرة) الذي يتكون من 143 صفحة من القطع المتوسط و من 43 مقالا شيقا في مجال الصحافة والاعلام وهموم الشعب و الوطن في الوقت الراهن حيث ان الكاتب الصحفي يتحدث بايجاز عن امراض المجتمع العراقي عموما وعن امراض المجتمع الكوردي خصوصا فلكل عصر مرض وقد وضع الله له الدواء الا الغباء والاصرار عليه فلا دواء له ولكل مجتمع عيوب وما من فرد او امة وصلت درجة الكمال لان الكمال لله وحده والنقص صفة لازمة للبشرية ولذلك وجب علينا الانشغال بعيوبنا لكي نصلح ما نستطيع اصلاحه فما اقسانا على اخطاء غيرنا وما ارأفنا باخطائنا !

ان هذه الافكار غير المتناثرة  برأينا والتي جاءت ضمن دفتي هذا الكتاب الرائع تعتبر من تجارب الكاتب الصحفية المتواضعة عسى ان يكون قد قدم شيئا لامته الكوردية المسالمة والتي عانت الكثير بسبب تكالب الغير عليها فعاشت حينا من الدهر تائهة في سفينة ربما قبطانها ايضا لايعرف اين ينتهي بها المطاف . اهي الى بر الامان ؟! ام لاتزال تجري في البحر تبحث عن مكان يأويهم ؟! ام يغرق المجتمع في ذلك البحر المتلاطم امواجه ؟!

ونحن هنا نريد ان نطلع القارئ الكريم على عناوين مواضيع كتابنا الممتع هذا وهي كالاتي / العالم من حولنا / ديمقراطية الهوى...ام هوى الديمقراطية؟ / الهروب من الحقيقة لا تعني نفيها / بين التعددية و الديمقراطية / بيننا وبين ابو جهل / ربوا اولادكم على غير ما تربيتم عليه/ مابين رؤسائنا ورؤسائهم / الزعامات مابين الانقراض والاستنساخ/ اطفالنا بين التربية الصحيحة والعقيمة / للحقيقة وجوه كثيرة/ كيف نختار رئيسا للبلاد / الغناء بين الامس واليوم/ ما بين الاحتلال والاختلال/ ما بين التوسل والتسول/ مابين التنفيذ والتنفيس / مابين الديمقراطية و الصيغة التوافقية/ لا يأس مع الحياة و لاحياة دون فشل/ الازمات وتوحيد الشعوب/ دروس الاخرين عبرة للمعتبرين/ نعم نعم نعم ...كلا كلا كلا / بين الحكمة وقول الحق و الصمت/ اشتم الحكومة وتوكل على الله/ الابعاد الثلاثية للمشهد العراقي/ مؤتمر الفكر الاسلامي الاول في اربيل/ قيمة الانسان بين التهميش والتكريم/ مابين الزواج والجواز/ البرلمانيون بين القسم و التقسيم \ امارس الاختيار او الانهيار/ موازين الحروب / النوايا الطيبة للاكراد / اغتيال العقل باسم النقل / بين الكمال و الكماليات / فرحة الانتصار ما بعدها فرحة / اقيموا دولتكم في السماء كي تقوم على الارض/ الاكراد وتوحيد القرارات/ رحمكم الله جددوا وضوئكم/ دع التكشير ..وابتسم للحياة/ البوفيه المفتوح والقرار الصعب/ الحروب واختلال الموازين/ فن التواضع/ رحم الله رجلا عرف قدر نفسه/ امة عربية متعددة ذوات رسائل مختلفة/ ثمن الماضي المشرق ..ضياع الحاضر.

وقد قدم لهذا الكتاب الشيق القاضي الكوردي  المعروف رزكار محمد امين حيث يقول (هذا الكتاب الذي نقدمه للقراءلم يكتسب اهميته فقط في كونه نتاج تحقيق وجهد صحفي بديع لشاب اكبر من عمره ( الاخ محمد فائق) الذي وجدته مؤدبا هادئا بشوش الوجه مخلصا في عمله معتزا بقوميته وبشموخ جبال وطنه كوردستان ، وانما يتجلى في تطلعات هذا الشاب واماله لبناء مستقبل زاهر لوطن حر ومجتمع متطور يضمن فيه الحرية والسلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان وتحرير العقل من براثن الظلم والتخلف هادفا في افكاره الى ترسيخ القيم والمبادئ الانسانية العليا والاخلاق الفاضلة وتبني الحكمة والمنطق في مواجهة المشاكل وحلها واعتماد مبدأ التعايش السلمي بين القوميات والاديان والمذاهب، مناديا فيها لنبذ العنف والظلم والطغيان تارة، والتخلص من الاعراف المضرة والقيم البالية السائدة المعيقة للتطور تارة اخرى، الموروثة منها اوالمستوردة نتيجة تخالط الشعوب لتطور وسائل الاتصالات السريعة والاعلام وشبكات الانترنيت، ونظام العولمة الجديدة، فهو يرى في مقالاته ضرورة الاهتمام بالجوهر دون القشور، وعدم الانسياق مع المسارات الخاطئة للرأي العام للجماهير الغفيرة او العواطف غير الموضوعية والمجردة عن التطبيق الفعلي.

ويرى الكاتب من الشجاعة الاعتراف بالمشكلة ايا كان نوعها وعدم الهروب منها وصولا الى حلها ومنع تفاقمها، كما لاينسى الكاتب حلاوة النصر فهو يراه اطيب من العسل واحلى من امراة جميلة. وقد تطرق الكاتب في اكثر من باب في خواطره التي شملت الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والاقتصادية والاخلاقية والنفسية للمجتمع العراقي مسترشدا ومستشهدا باقوال واراء وافكار الكتاب والمفكرين من الداخل والخارج، فلا يمل القارئ ولا يتعب الناظر بقراءتها، او التمتع بمحتواها لتعلقها بمشاكل الحياة اليومية لا بل الانية للمجتمع العراقي في خضم معارك دامية مزمنة وعقيمة ودم جار يسيل في الشوارع وجرائم خطيرة ترتكب دون وازع ، وقد ظل الكاتب في كتاباته ملتزما ووفيا لانتماءه الوطني والقومي والديني والعشائري، كرديا عراقيا مسلما شرقيا من دون تعصب او تطرف او الخجل من عيوب تلك الانتماءات او الهروب منها ، معترفا بالاخطاء والسلبيات داعيا الى حلها بالاستفادة من تجارب الاخرين وعبرة الماضي.



واخيرا اتمنى من الاعماق ان يشاركني القارئ العزيز الاستمتاع بقراءة احدى اهم المواضيع القيمة برأينا والتي جاءت ضمن كتاب الاستاذ محمد فائق الذي يقول فيه :

( اقيموا دولتكم في السماء كي تقوم على الارض )

 

اذا لم تستطيعوا ان تقيموا دولتكم فوق الارض هاهي السماء مفتوحة وليس لاحد حتى اليوم سلطة عليها ، والخوف كل الخوف ان يأتي احدهم في يوم من الايام يعلن سلطته عليها ، الاكراد وعبر التاريخ يحاولون ان يبنوا لهم دولة قومية كما العرب والفرس والترك من حولهم، واليوم هي فرصتهم بالاعلان عنها في السماء عبر بوابة الفضائيات لكي يّعرفوا العالم بالقضية الكوردية ومدى معاناتهم الحاصلة في الدول التي يعيشون فيها (تركيا وايران والعراق وسوريا) .

عرفت قضيتهم في البداية بالمظلومية وما ان لبثوا قليلا بعد سقوط بغداد ان تحولوا على اثرها الى جلاوزة العراق، يعرقلون المسيرة السياسية، لا يتجاوبون مع مطالب الحكومة المركزية، يتصرفون بهواهم كيف ما يريدون، قواتهم من البيشمركة تنشر الفساد والرعب في الارض كما يزعمون، ولكن الرد الكوردي غير مسموع الا عبر فضائيات كردية ربما نصف الاكراد لا يتابعونها بسبب تسييسها علاوة على القوميات الاخرى لا تعرف اسماءها أي الفضائيات او الى من تعود .

ينعت الاكراد بعرقلة العملية السياسية لانهم يريدون التوفيق بين اراء السنة والشيعة الذي يصل الى حد القتال في كثير من الاحيان، طبعا والنقاش يدور في بيت رئيس الجمهورية جلال الطالباني ، الاكراد لا يتجاوبون مع مطالب الحكومة المركزية لانهم يطالبون بحقوقهم لاستثمار ما في مناطقهم من خيرات ومن الصعب الانتظار ريثما يتم الاستقرار والامن في كل العراق لتناقش بعدها هذه الامور. والاكراد يتصرفون بهواهم لانهم الان احرار، وكيف وهم عبر التاريخ كانوا يعانون من المركزية القاتلة في بغداد لتقييد حركتهم، اما قوات البيشمركة الكوردية فهي التي شاركت وبجدارة في استتباب الامن في مناطق تواجده في بغداد بشهادة ساكني تلك المناطق واستردوا مدينة الموصل بعد ان سقطت بيد الارهابيين والمسلحين المناوئين للحكومة العراقية .

كل هذا يحصل من تشويه سياسي واعلامي لان الاكراد لم يستطيعوا ان يستغلوا الفضاء الخارجي ، ولذلك قد لا يلام الغير اذا استغلوها لنزعاتهم الشوفينية بمقدار يفوق تقاعسنا عن استثمارها لصالح قضايانا. خصوصا ونحن نعيش في زمن بات الضمير الانساني شبه ميت او يحتضر انفاسه الاخيرة على فراش الموت ).

*- (وهكذا هو شأن الكورد يأبى الا ان يعيش عظيما في السراء والضراء حتى ان اسودت به اللحظات وتكالبت عليه قوى الظلام يختار الجبال الشامخات متحصنا لايقبل الضيم كي يعيش فيها شامخا شموخ الجبال ).

== كتبت هذا المقال قبل أن نخسر ونفتقد مؤلف كتابنا الاستاذ القدير(محمد فائق) في حادث سيارة مؤسف جدا بين مدينتي السليمانية وكركوك -


 
Top