GuidePedia


قصيدة (فلتشرق الشمس على بغداد )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 شعر : رمزي عقراوي
  الشاعر  الإعلامي والصحفي المستقل 

أهدي هذه القصيدة للعراق-بلدي الحبيب حيث يسوده الارهاب وتتفشى البطالة وتتعاظم المعاناة وتتكاثرسرقات المال العام---- فيا عراق-يا من يديرظهره للداخل ويوزع خيراته للخارج—ظلما وعدوانا—أريدبهذا أن أكسربمشاعري وأحاسيسي جدران الصمت والكتمان حيث أعشق الصراحة والصدق ولا شئ يصدني عن الولاءللوطن الغالي والزحف للامام دوما----------------   

الم تسمعي يا بغداد صراخي...؟!

عندما يغبش الليل...يناديك

الم ترى اصفراري اللافح ...يناغيك

الم يبزغ ...القمر كأشذاء امانيك

على مأذن المساجد واجراس الكنائس!

يمس نوره اغانيك...

الم تسمعي اهوار الجنوب تبكيك!

اهاتها الشجيات ...تناديك

الم تبصري شواطئ دجلة والفرات

تستهوي لياليك...!

فمتى تشرق الشمس ...على العراق

                               لتحييك!!

نبوخذ نصر ...عملاق التاريخ!

صوب العراق الممزق...

يطرق الابواب المغلقة !

يدق نواقيس الصباح...

يوقظ الضمائر الميتة!

يبكي عراق المحبة و التسامح...

بحشرجات الموت والخوف والرجوم

وقد حول الارهابيون الغزاة...

انحاء العراق...

          الى اطلال ورسوم!

ودمروا حضاراته العريقة والجسوم!

ايا عراق...!

                 اتسمع قاذفات الرعب؟!

يمزقن السكون والامان من جديد

وانـّة المهجّر المسكين ...

                        بلاغد !!

يرنو الى اللا شئ كالضرير

في العشوائيات وتحت الاكواخ يعيش...

مستنزفا كل عرق يوقظ الحياة

وقد زالت الفرحة العذراء

من الاحداق...والقلوب!

اتسمع...يا طوفان العراق!

كيف عبر البيوت المنسية...

الارامل يعضهن الحرمان والاملاق

حيث لاتستطيع الصبايا الجياع!

من النوم بعد كل انتظار !!!

وقد قوضت مفخخات الجوار...

المساجد...والكنائس...

          والمدارس... والاسواق!

وجدران كل دار ...!

واثناء الشتاءات...

سوط البرد اللاذع يهز الاعماق

حيث يعصف بضعاف الابدان!

في المجهول...

                 في الجسد المعافى!!

اتسمع يا عراقي ؟!

                 موجة المذياع...

تدنس الافاق...

هادرة تطلق الصيحات!

تقول (لكي لانخسر المصير

والارض ...والسلام...!

وقـّعوا العهود...!

وشيدوا المعسكرات الشم للجنود

وهيئوا للحرب من ابنائكم وقود!!)

هيهات...هيهات لن نموت؟!

اني ارى شوارع- نيويورك –

                               والظلام!

حيث قهقهات اللصوص الطغام...!

يزرعون الذعر والتخريب...

                               في ارجاء العراق !

كالصراصير يزحفون...

بلا ضمائر...بلا اشداق...!

والعراة السود منهم...

يتاجرون بالرقيق...!

                        ويشربون الدماء!!

والقادمون من وراء البحار ...

ينشدون احلام (قطاع الطرق)!

(ورعاة البقر الاوغاد)!

هيهات ...هيهات لن تسود!

لاننا- حتما...

                 سنبلغ شاطئ الامان

في لحظات الزمان !!

الم تسمع يا عراق اشور

الالوف من اطفالك الايتام!

في الشوارع والمزابل يعيشون

بلا مأوى، بلا شئ يلوذونَ!

وانت تعوم على بحار من البترول!!!

الم تسمع يا عراق حمورابي؟!

اجل ! اصداء محرومين ثكالى...

وامهات ايامى...!

الم تر الاف المهجرين الابرياء...

وملايين المهاجرين البسطاء

مضطهدين...حيارى...

مظلومين – مرضى –دون احلام !

من فتك وجبروت الارهاب...

                        العابر للحدود؟!

اترى وحشة العراقي المكلوم؟!

اذ يعود الى بيته المسلوب...

فيعثر في دربه بالصغار !!

وفي الباب...والحسرة القاتلة...

تعصر منه الفؤاد...!

(لاخبز يا اطفال)!!!

فيا حبذا لو غادرنا الى السماء؟!

وها قد اقبل العشاء؟!

اترى البراءة في الاعين الدكناء؟!

وحيث يخمد الامل والرجاء...

والام ...نعم الام...حيرى ...

يارب الارض والسماء...!

بماذا تشبع الاطفال الابرياء؟!

حين يقبل العشاء ...!

فاين الدفء والشذا والانداء؟!

وهناك قبور المغدورين الفقراء

                 وراء التلال...

ترقب الضحى...!

واي شهيد سقط غدرا...!

وقد اذيق الظلم...والتعذيب!

حيث لم يره اخوه ...

                 او امه...

                        او ابوه...!

ودمه الفوار ينشج ... كالنحيب ...!

اواه ياعراق...

                 اواه ياعراق...؟!

(ظلما – العراقي البرئ ...

                        قد هوى )؟!

فاين يا مستهترين ...

                        (صحوة الضمير)؟!

ويا ارهابيون ... يامجرمون...!

الا تطأطئون للرضع في المهود ...؟!

اين منكم رعشة الاحساس و الضمير ؟!

وانتم تكسرون الابواب في الليال ...

فيهمس الاباء في اذن الاطفال:

(ان عساكر المغول والتتار...

تجوب الطرقات والحواري...

                        مكتسبة صفات الحمار )!!

كالاشباح ...كالهموم...!

تفتش بيوت العراقيين...

                 حتى مطلع الصباح؟ّ!

تنتهك الحرمات

... تنهب...تغتصب الملاح...!!

================

يشدني حب بلادي العميق ...

احب فيها (الزاب والخابور) والرحيق!

اموت للاطفال...للسائلين والمحرومين...

(للعراقيين اولا) للحبور...!

وانت يا جبالي (فداك عمري) لاتحزني!!

اني اموت للثلج... والسرور...؟!





 
Top