GuidePedia

(من الادب العالمي)

يسينين

قصائد مختارة

(مراجعة كتاب)

 

ترجمة: حسب الشيخ جعفر

بقلم : رمزي الحاج عقراوي

 remziakrawi@yahoo.com

 

هذه المجموعة من القصائد للشاعر الروسي يسينين اختارها وقدم لها وكذلك ترجمها من الروسية الى العربية  الشاعر حسب الشيخ جعفر بعد تتبع طويل لاعمال يسينين الشعرية، حيث ارتأى الاديب العراقي ان يتتبع تجربته الشعرية منذ اولى قصائده حتى اخر ما كتب من شعر وهكذا يجد القارئ الكريم نماذج متعددة لمراحله الشعرية جميعا وبالطبع ثمة قصائد اخرى جيدة لم يشا المترجم ترجمتها مقتنعا ان هذه المجموعة التي قدمها ضمن كتابه اعلاه يمكن ان تعطي صورة واضحة عن تطور  الشاعر وفنه الشعري علما ان المترجم الفاضل في ملاحظاته عن  الشاعر يسينين وشعره قد استفاد كثيرا من الدراسة النقدية المهمة التي قدم بها – الناقد السوفييتي زيلينسكي مجموعة اعمال يسينين التي صدرت في خمسة مجلدات عام 1961 .

 

-        المقدمة –

انا اخر الشعراء القرويين ..

تلك صيحة سيرغي يسينين في احدى قصائده وكان بحق  الشاعر القروي الروسي الاخير . كان اثره في الشعر الغنائي (القروي) ابعد مدى واكثر غنى من الشعراء القرويين الذين سبقوه كان اكثر تدفقا وصدقا، فاستطاع ان يجتاز المسافات الغنائية الريفية التي اكتشف جانبا مهما منها من قبل ، كولتسوف،  الشاعر الذي منح القرية الروسية حياة فنية كاملة وكان يسينين في محاولاته الشعرية الاخرى معجبا بهذا  الشاعر متتبعا اثار خطاه الفنية .

في قصائد يسينين يحتدم الصدام عنيفا بين موضوعي المدينة والقرية ، وتتمثل نتيجة هذا التصادم في فرار الشاعر الى الحلم والتمسك باذيال ظلال القرية الهاربة واشجارها المبتلة صيفا .. المزهرة ثلجا كعرائس الجنيات شتاءا ان عدة عوامل استطاعت ان تعمق من حدة هذا التصادم .. اهمها (غربة)  الشاعر عن الاحداث الكبرى وضعف قدرته في ادراك جوهرها. وهذا الاختناق الرهيب الذي عانى منه  الشاعر في هجرته عبر اوربا وامريكا الشمالية حيث اشتد تعلق  الشاعر بوطنه ، وكان بالنسة له هو عالمه الطفولي عالم القرى المتناثرة بين الاحراش وعلى جوانب الطرق الزراعية . فهذا الحشد من اوباش الحانات الذي يصخب امام عينيه المخمورتين كان يذكره بلطف امه ورقتها والخيول التي تجر العربات الهزيلة لاهثة تزيح ستارا من دخان ثقيل تنبثق من خلفه سهوب بيضاء وعربة تنهب الطريق الثلجي مندفعة بفتى جموح طائش . لقد وجد  الشاعر نفسه محاصرة بمجموعة من ابناء الليل اطرحتها الاحداث على هامشها كانت الحانة مستقرا غير آمن لها. وفي هذا الجو الداخن المتوتر كان  الشاعر يختنق معذبا يائسا وما من سبيل امامه كما كان يظن غير ان يغوص اكثر في ضباب السائل المخدر. وهذه الحماة كانت تمثل المدينة امام عينيه ..

لقد تركت الحرب الاولى والحرب الاهلية التي اندلعت نيرانها في اعقاب ثورة اكتوبر حقولا من رماد وقرى مخربة مهجورة. كان دميان بيدني ومايكوفسكي يقصفان بالحمم الشعرية في الحفلات والمصانع امام جموع ثائرة من انصاف العراة والجياع لكن عيونهم تلتهب بنيران فجر جديد كانت ممتلئة باضواء المستقبل. كانت اللافتات القرمزية تخفق مقدامة في كل مكان. وفي الحانات والطرق المظلمة في دخان الحرب الاهلية وانقاضها كان هناك ايضا : النشالون والسكارى والعاهرات والرجال المنهكون الخائرون ممن التهمت قواهم المعارك واضر بهم الجوع والتشرد . وفي هذا الحفل الهالك المخمور كان يخبو وجه يسينين. ما الذي جاء به الى هذه الحانة الخاوية..في الغسق الشتوي المنطفئ؟!  ما الذي اوقفه ذابلا مرتجفا مزرق الوجه وسط هذا الحشد من اللصوص والبغايا ؟! لم يكن فراره الى هذا (الوكر) موقفا. انما كان توقفا عند حافة الهاوية ..وقد دفعته اليها قوى (مجهولة) سوداء: عزلته عن الاحداث وغربته في تاريخ يبني فوق انقاض (هدأته) القروية الحالمة .

كتب يسينين مرة ( اني كشاعر رومانتيكي لا استطيع ان التحق بركب الشعر الثوري لكن روحي ترفرف في طريقه كفلاح مسكين ) لم يكن في مقدوره ان يفجر في قصائده تلك الشرارات التي استطاع مايكوفسكي تفجيرها ولم يستطع ايضا ان يرى تلك الرؤى (النبوية) الثورية التي تمكن الكاسندر بلوك من رؤيتها عبر اللهب والدخان في  قصيدته الشهيرة (السيثيون) لقد ظلت اعماقه في اغلب الاحيان مظلمة وباردة .

كان الانسان عنده ممتزجا بالطبيعة متحدا معها ، وفكرة (كون الانسان والطبيعة قائمين على الطريق) أي كونهما عابرين اخذت بيدي  الشاعر الى التفكير بانتهاء هذه المعركة : الموت، ومن هنا كان هذا الاحساس التراجيدي يجريان الزمن ..الذائب بين يديه كقطعة ثلج اطبق اصابعه المرتعشة عليها في زقاق شتوي شبه مظلم امام باب حانة روسية ما .

 

-        ولادته ومسيرته الشعرية –

جاء الى عالمنا هذا عام 1895 في قرية روسية منزوية كالعش في مقاطعة ريازان تدعى كونستا نتينوفو ، طفل اشقر قدر له ان يرقي بوجهه الطفولي وعينيه الزرقاوين المثقلتين بكابة روسية ..كابة السهوب المترامية والليل الروسي المديد الى مرتفعات الشعر العالية كان ابن الفلاح هذا يدعى سيرغي يسينين.

في الثانية من عمره لفقر ابيه وكثرة افراد اسرته تكفل برعايته جده لامه وكان يقطن قرية مجاورة ، وفي هذا البيت القروي امضى طفولته كلها تقريبا ومع اخوانه الثلاثة المتهورين كان يمرح نهاره كله . وقبل ان يبلغ الرابعة كانوا قد دربوه على امتطاء الخيل وبعدها قذفوا به الى الماء ليتعلم السباحة .

في الثانية عشرة من عمره بعد سنوات الدراسة الاولى ادخلوه مدرسة معلمين تابعة للكنيسة ليكمل بعدها دراسته في معهد للمعلمين بموسكو . كان املهم الكبير ان يصبح ابنهم معلما ريفيا . في السادسة عشرة انهى سنوات المدرسة الاربع رافضا الالتحاق بمعهد موسكو .

في التاسعة من عمره بدا خطوته الاولى مع الشعر لكنه يقول ان محاولته الجادة انما بدات في عامه السادس عشر وقد ضم بعض قصائد هذه المرحلة الى مجموعته الشعرية الاولى .

في خريف 1912 كان  الشاعر الفتي قد ارتحل مع ابيه الى موسكو فوجد له ابوه عملا في مخزن ، غير ان الفتى ادار ظهره لهذا المكان غير الشاعري وانهزم متخاصما مع ابيه ووجد نفسه فترة بلا عمل. فدفع به الجوع الى القرية.

وفي اذار عام 1913 غادر ثانية الى موسكو ليجد له عملا في مطبعة . كان يعمل مصححا هذه المرة حيث كانت حياته تختنق وراء جدران المطبعة وضجيجها يحاصره طوال ساعات النهار .

فلم يجد من سبيل غير ان يهجر المطبعة ويمنح وقته كله لكتابة الشعر. كان يكتب طوال ايام  كاملة. وبدات قصائده تاخذ طريقها الى الجرائد والمجلات . كان هذا عام 1914 ولكنها مجلات لا تصل الى قراء كثيرين. كان يتردد على حلقة من الشعراء وهواة الموسيقى جعلت من اسم  الشاعر الريفي سوريكوف اسما لها . ومع بدايات الحرب الاولى كانت حلقة سوريكوف تصدر مجلة (صديق الشعب) وكان يسينين سكرتير تحريرها. وكان يقوم بزيارات الى جامعة شنيافسكي الشعبية مستمعا وكان يتردد عليها ادباء شباب من جيله .

استقبل  الشاعر الريفي في العاصمة استقبالا ادار له راسه ، كان في التاسعة عشرة من عمره  كانت الصالونات الادبية توجه اليه الدعوات وكان قد اصبح معروفا بشعره الاشقر واناقته، لقد بدا يتقن (اللعبة ) الادبية. هكذا بدا اسم سيرغي يسينين يلتمع شاعرا موهوبا طالعا من القرى المنزوية البعيدة . لقد طرح موضوعا روسيا لم يكن شائعا في الحياة الشعرية الا وهو : الجمال الروسي القروي .

في خريف عام 1915 ظهرت مجموعته الاولى : رادونيتسا ، وتعني في الموروث الديني السلافي عيدا طقسيا تقام فيه صلاة الغائب على الموتى في الخميس الاول لاسبوع الفصح.

هنا يلاحظ الناقد زيلينسكي وهو من اكثر المتخصصين اهتماما باثار يسينين وحياته. ان  الشاعر قد تتبع منذ صباه خطى ثلاثة شعراء معروفين : بلوك و اندريه بيلي وكلويف.

عام 1917 تزوج يسينين لاول مرة لكنه افترق عن زوجته بعد عام ليبدا تجواله عبر روسيا .

عام 1925 جرب يسينين الزواج مرة ثالثة فاقترن بحفيدة تولستوي . لكن روح  الشاعر كانت قاتمة فما استمر هذا الزواج اكثر من بضعة اِشهر حاول ان يجد في الاسرة سبيلا الى خلاصه .. لكن عبثا ! كان يعيش يومئذ اختناقه وحنينه الفاجع الى عشه الطفولي الهادئ وسط ضباب حانات باردة ضاجة كان يجثو كل ليلة عند ركبتي امراة . وكان القدح مترعا في قبضته . كان الرجال (المحترمون ) يعتبرونه شبحا مسكينا ضائعا الى الابد. وكان اسمه لعنة تسقط كالحجارة في وجوههم. فتشكلت حول اسمه الشعري جماعة كبيرة من الصبية وفتيات الحانات وقد انتحل هؤلاء اسم يسينين كظاهرة ينطلقون بها من حانة الى اخرى . هؤلاء هم (اليسينينيون) الزائفون. لم يكن أي منهم ليتفهم اوجاع  الشاعراو يغوص الى جذور ماساته ويتلمس غربة روحه الخانقة. كانوا يعتبرون هروبه الى الحانة (موقفا) انما كان وحيدا بائسا ولم يكن امامه مثلما صورت له ازمته غير بصيص ضوء ناعم في الليلة الخريفية المدلهمة: باب حانة موارب. في الثامن والعشرين من كانون الاول عام 1925 في ليلة شمالية باردة في غرفة بفندق انكليتير في لينينغراد كان يسينين قد انتحر شانقا نفسه وقبل انتحاره اراد ان يكتب شعرا ولم يكن معه او في الفندق من حبر فجرح يده وكتب بدمه هذه الابيات الشعرية :

وداعا ، وداعا

يا صديقي، انت في القلب مني

ان افتراقنا المحدد هذا

ليعدنا بلقاء فيما بعد

-        - -

وداعا صديقي دون مصافحة دون كلمات

لاتحزن ولا تقطب حاجبا

ليس جديدا ان نموت في عالمنا هذا

وليس اكثر جدة بالطبع ان نعيش .

 

وعرج على اصدقاء له في مطعم فاعطاها لاحدهم ليقراها بعد ساعات وكان الصديق قد نسي امر هذه القصاصة ولم يتذكرها حتى جاءه نبا انتحار  الشاعر وهكذا انطفات هذه الشعلة التي خفقت باهرة وجديدة على التماعات الجليد الروسي .

كان طيرا قرويا شاردا وجد نفسه في حفل من الاقنعة والدخان فرقص دون ان يحفل احد برقصته الماساوية على الحبل الممتد فوق الهاوية المروعة التي تراءت له في (قاع زجاجته) المحطمة!

هذا ما خطه لنا يراع  الشاعر حسب الشيخ جعفر في مقدمته الرائعة لكتاب يسينين المعرب.

 

- عناوين القصائد-

يتكون  هذا الكتاب القيم من 180 صفحة ومن 42 قصيدة عناوينها : ها قد حل المساء- في الخاتة- في تلك الاطراف- اغنية الكلية- غدا ايقظيني ساعة الفجر- هي ذي السعادة الحمقاء- ايتها الريح ايتها الريح الثلجية – انا اخر الشعراء القرويين – الصعلوك – اعتراف صعلوك – ان ما يتبقى معنا – ايه يا عالمي الخفي- ولماذا اخدع نفسي؟ اجل لقد اتخذت قراري – ها قد بدوا ثانية هنا يشربون – ركضا ركضا ايتها الهرمونيكا- ليس غريبا على هذا الشارع- ان لهبا ازرق قد بدا يتارجح –دعي عنك تعذيبي بنظرتك الباردة- لم اكن مثقلا بمثل هذا التعب من قبل – رسالة الى امي – لم يعد المرج الذهبي يتغنى – الجرو- ابدا ذكراك مقيمة في نفسي- رسالة الى امراة – الزوبعة الثلجية- شاهانا ، شاهاناي- لم اكن ذات يوم على البسفور – كلب جاكالوف – اية فتنة زرقاء ناعمة فائقة- خانقا يميل ضوء القمر – هوذا قدرنا ابدا – توهجي يا نجمتي ولا تسقطي من اعاليك- اوراق الشجر تتساقط وتتساقط – اه ، لكثرة القطط – اتسمع مركبات الثلج تنطلق – يا لك من مركبات ثلج – يتصدع الوصل المتجلد متهشما تحت الجلاد – يترامى العراء وترا بتلوجه- انت لا تحبينني – ربما كان متاخرا ، ربما كان مبكرا كثيرا- بالاضافة الى احتواء هذا الكتاب على المقدمة وملاحظات المترجم العديدة .

 

-        مختارات من قصائده –

وهنا نقدم للقراء الكرام مختارات من قصائد يسينين الذي غالبا ما يكتبها بلا عنوان ..

- ها قد حل المساء

الندى يلتمع فوق نبتة القراص

وانا اقف عند الطريق

متكئا الى شجرة صفصاف

-        - - -

القمر الكبير

فوق سقفنا تماما

ومن مكان بعيد

تصلني اغنية عندليب

-        - - -

الطقس دافئ ولطيف

اشبه بالجلوس شتاء قرب موقد

واشجار البتولا منتصبة

كشموع كبيرة

-        - - -

وبعيدا عبر النهر

عند حافة الغابة الصغيرة

يرى الحارس الوسنان

قارعا بمطرقته الخشبية

1910

- اغنية قاطع الطريق الهرم

خبت فتوتي

وذوى لون وجهي

ولم اعد امتلك جراتي تلك

وكانني ما كنت قويا في يوم من الايام

-        - -

يوما ما كنت اجندل خمسة رجال

بضربة واحدة من هراوتي

وها انا عجوز واهن

اندب مصيري

-        - -

طالما ترددت اغنياتي

من الصبح الى ساعة متاخرة من الليل

وها هو الغم يمتعني

والحزن ينخر فؤادي

-        - - -

يوما ما كنت قويا مقداما

اقطع الطريق على المسافرين

وها قد امسيت عجوزا واهنا

فوداعا جراتي تلك                1912

 

-        في الخاتا

في بيتنا تفوح رائحة الدراجن الرخو

والكفاس في وعائه عند العتبة

وعلى ثغرات الفرن الجانبية

تدب الصراصر الى الشقوق

- - - -

باب فرننا علاه الهباب

وفتائل الموقد تتفحم

وعلى الدكة الطويلة قرب المملحة

قشارة بيض نئ

-        - -

امي منشغلة بملاقطها

مطأطة راسها

وقطنا العجوز

يتسلل الى قدر الحليب الطازج

- - - -

فوق عريش المحراث

تقوقئ الدجاجات القلقة

وفي الفناء يتردد ايقاع رائع

هي الديكة في دعائها الصباحي

وعبر النافذة على منحدر القش

وقد اخافتها الضجة المرتعبة

من الزوايا تدب الجراء الشعثاء

لائذة بالنير 1914

 

-        اغنية الكلبة

صباحا ، في معلف الحنطة السوداء

حيث تصطف الحصران ذهبية

وضعت الكلبة سبعة

سبعة جراء شقراء

-        - -

لقد ظلت تلاطفهم حتى ساعة المغيب

ممشطة شعرهم  بلسانها

والثلج الاخذ بالذوبان

يسيل تحت بطنها الدافئ

-        - -

وفي المساء وقد اخذ الدجاج

جلسته قرب الموقد

خرج سيدها العابس

ليجمع الجراء في الكيس

-        - -

لكم ركضت عبر كثبان الثلج

مقتفية اثارهم بصعوبة..

وطويلا ، طويلا

كان النهر يتراجف غير متجمد بعد

وحين عادت متثاقلة الخطى

لاعقة العرق الناضح عن جانبيها

تراءى لها القمر فوق الخاتا

واحدا من جرائها

-        - -

وفي الزرقة العالية

كانت تحدق ناشجة متشكية

والقمر النحيل ينزلق على السهول

متواريا وراء التلال

-        - -

اعطايا هي تلكم الحجارة

يقذفها الصبية مقهقهين !

وعيناها الهادئتان

قد اخذتا تسيلان نجوما ذهبية على الثلوج

- - -                                                           1915

 

-        غدا ايقظيني ساعة الفجر

يا امي الصابرة

علي ان اغدو عبر تلال الطريق

لالقي ضيفا عزيزا

في الاجمة الكثيفة اليوم

ابصرت اثار عجلات عريضة على المرج

وتحت الغيوم المتشتتة

كانت الريح تهز قوسها الذهبي

-        - -

غدا يسرع مندفعا مع الفجر

مميلا القمر قبعة تحت الشجيرات

وعلى السهل المنبسط

لعوبا يتارجح ذيل مهرته الاحمر

-        - -

ايقظيني غدا ساعة الفجر

واوقدي في الغرفة الضوء

يقولون اني ساصبح قريبا

شاعرا روسيا ذائع الصيت

-        - -

اتغنى بك انت ...اتغنى بالضيف

بالديك والموقد والمأوى..

وعلى اغنيتي

يندلق حليب بقراتك الشقراء                  1917

 

-        هي ذي السعادة الحمقاء

نوافذ بيضاء تطل على حديقة

وفوق البركة ينحدر المساء الهادئ

بجعة قانية

طاب مساؤك ايتها السكينة الذهبية

حيث تنطرح ظلال البتولا على الماء

وجمع من الزاغ فوق السقف

يتلو صلاته المسائية على مسمع النجوم

-        - - -

وفي مكان ما ، عبر الحديقة

حيث تزهر شجيرة الكالينا

في ردائها الابيض تتغنى صبية رقيقة خجلى

باغنية ناعمة

-        - -

وعلى الحقول تنبسط برودة الليل

مسوح رهبان زرقاء

ايتها السعادة العزيزة الحمقاء

يا وردة الخدود الغضة                          1918

 

المصدر :

يسينين – قصائد مختارة نقلها عن الروسية – حسب الشيخ جعفر- وزارة الثقافة والاعلام – سلسلة الكتب المترجمة (82) دار الرشيد للنشر – دار الحرية للطباعة – بغداد 1980 .
 
Top