محافظ البحيرة: بالرغم من أحزاننا إثر رحيل الكاتب أسامة أنور عكاشة فإن عزاءنا بأن أعماله باقية بيننا.
د. أحمد مجاهد: الهيئة ستعيد طباعة أعمال الراحل أسامة أنور عكاشة الأدبية.بحضور اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة، ود. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أقيمت احتفالية كبرى على مسرح مجمع مبارك الثقافى بدمنهور لتأبين الراحل أسامة أنور عكاشة بحضور الفنانين محمود الحدينى، ومعالى زايد، ونجل الراحل هشام أسامة أنور عكاشة والكاتب كرم النجار، والمخرج اسماعيل عبد الحافظ، والمونتير أحمد متولى، وأ. إجلال هاشم رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى.
وفى كلمته رحب اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة بالجميع فى محافظة البحيرة، مؤكداً أنه بالرغم من عدم ارتباط الراحل المباشر بالبحيرة، فإن أعماله جسدت طبيعة الشخصية المصرية بكل طبقاتها، وذلك فى إطار الحركة السياسية المتعددة المستويات، ولذلك نسعد بالاحتفال به وتأبينه، لأننا جميعاً نرتبط بأعماله التى مثلت نقله كبرى فى تاريخ الدراما التليفزيونية، وتميز بصدق ودقة فى التعبير عن الشخصيات فى وجدان كل مصرى، وبالرغم من أحزاننا إثر رحيله فإن عزاءنا أن أعماله باقية بيننا وفى وجدان كل مصرى، بغض النظر عن انتماء الكاتب الى محافظة من المحافظات.
وفى كلمته قدم د. مجاهد الشكر الجزيل لمحافظ البحيرة، والكوكبة الكبيرة التى تشارك فى تأبين الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة، وبالرغم من أن الراحل لايوجد بينه وبين محافظة البحيرة ارتباط مباشر فهو جدير بالاحتفال به فى كل محافظات مصر، لما يستحقه من مكانه وصلت به الى مكانه جديرة بأن يُطلق عليه "محفوظ الدراما التليفزيونية"، ويرجع ذلك الى أنه بدأ قصاصاً، وهذه البداية جعلت منه كاتباً درامياً كبيراً، ووجه قوله الى ابن الراحل هشام أسامة أنور عكاشة بأن الهيئة تُشِرف بإعادة طباعة أعمال الراحل القصصية، وأكد أن الكلمات لا تفى الكاتب حقه لأنه عبَّر عن الجميع فهو كاتب محترف يعرف ما يكتب وكيف يكتب وماذا يكتب، وهذه المعرفة أدت الى توغله فى قلوب الجميع، وسيظل لكل هذه الأسباب خالداً فى حياتنا.
ثم قاما المحافظ ود. مجاهد بإهداء درع المحافظة والهيئة الى نجل الراحل "هشام" لاسم أسامة أنور عكاشة، تعبيراً عن الاهتمام والاعتزاز بما قدمه الراحل الكبير.
وأعقب ذلك عرض فيلم بروجيكتور لأجزاء فنية من أعمـال الكاتب الراحـل أسامة أنور عكاشة استمر لمدة عشرة دقائق.
ثم أدار الكاتب الصحفى ماهر حسن حواراً مع الفنانين الحضور للإدلاء بشهاداتهم وتجاربهم مع الراحل، حيث أكدت الفنانة معالى زايد أن تكريم أسامة هو فى قلوبنا قبل احتفالاتنا، وأشارت الى مجموعة من أعماله التى جسدت أدوار فيها ومنها كتيبة الإعدام، مؤكدة أن أسامة كان صديقاً وفناناً كبيراً راصداً لحركة المجتمع المصرى فى مراحله المختلفة.
كما أشار المخرج اسماعيل عبد الحافظ الذى شارك الراحل مخرجاً فى عدد من الأعمال الى صداقته بالراحل التى بدأت منذ المرحلة الثانوية حيث كان يكتب الشعر فى هذه المرحلة، وظلت الصداقة قائمة فى المرحلة الجامعية، وأشاد بمجموعته القصصية المبكرة "خارج الدنيا" التى قدمته الى الجماعة الأدبية والفنية، وأضاف أن المسيرة الفنية لكل منهما ارتبطت منذ أواخر السبعينيات مؤكداً أن أهم الأعمال المشتركة بينهما بدأت فى الثمانينيات بمسلسل "الشهد والدموع" ثم أعقبه مسلسل "ليالى الحلمية" الذى جسد كفاح الشعب المصرى بكل طبقاته فى العصر الحديث، كما أشار الى مسلسل المصراوية الذى جسد خروج الدراما الى الأقاليم، مؤكداً أنه بسبب هذا الحس التاريخى والوطنى دخل أسامة أنور عكاشة كل بيت وعشش فى كل قلب.
وفى سؤال للواء المحافظ محمد شعراوى، عن علاقته بأعمال الراحل، أشار الى أن علاقته بأعمال أسامة بدأت بمشاهدة الدراما التى تحمل قيم ومفاهيم اجتماعية للأسر المصرية، لأن الكاتب كان لديه القدرة على تجسيد الحركة الاجتماعية من خلال استخدام وتوظيف مساحة الحرية السياسية المتاحة ولذلك فسيظل قيمة أدبية راسخة.
ووجه ماهر حسن سؤالاً للدكتور مجاهد بوصفه ناقداً لسؤاله عن دراما أسامة أنور عكاشة وقصصه، فأجاب د. مجاهد بأن أداب عين شمس بها قسم للدراما بكافة أشكالها ويخرج نقاداً متخصصين، وأكد أن الراحل قد ظلم من حيث عدم الاهتمام بأعماله القصصية ولكن السبب فى ذلك أنه اشتهر وذاع فى مجال الكتابة الدرامية ولذلك اتجه نحوها، بالرغم من أنه كان يتوق للعودة الى الكتابة الأدبية، ولكن الدراما تصل الى الجماهير بمختلف مستوياتها التى تشبع بها الأمية، ولذلك فإن الهيئة سوف تعيد طبع أعماله الأدبية وهو الوجه الذى يحبه عكاشة، حتى تضع هذه الأعمال بين يدى النقاد، وهذه الكتابات بلا شك كانت السبب فى براعته وقدرته ككاتب.
وحول الدعوة الى نشر السيناريوهات أجاب د. مجاهد أن هناك بعض هذه السيناريوهات تنشر فى سلسلة السينما، وسوف نوالى نشر هذه الأعمال.
وعبر الفنان محمود الحدينى عن فخره بدمنهور التى تكرم عكاشة ومحافظها وبجهود د. مجاهد ثم قص على الحضور بعض المراحل الحياتية التى ربطت بينه وبين الراحل، وأشار الحدينى الى واقعة نقل الكاتب الراحل من موظف بجامعة الأزهر الى وظيفة دراما تورج فى المسرح القومى ليتفرغ لنشاطه الفنى، كما ذكر الحدينى علاقته بعودة الكاتب الى الكتابة المسرحية فى مسرحية "الناس اللى فى التالت" ثم توالت مسرحياته فى المسرح القومى التى كانت الرقابة أحياناً تحول بين ظهور هذه الأعمال.
وأشار الحدينى الى دوره فى مسلسل "الراية البيضا" مؤكداً أنه شديد الفخر بهذا العمل بالرغم من أنه ليس بطولة، مؤكداً على اعتزاز عكاشة بأعماله ورفضه لأى تغيير بها.
كما أشار الكاتب كرم النجار الى مسيرة عكاشة مشيراً الى بدايات الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة مع المخرج فخر الدين صلاح عندما تحولت بعض أعماله القصصية الى تمثيليات تليفزيونية معتزاً بالصداقة التى جمعت بينهما رغم اشتغالهما بعمل واحد وهو الكتابة الدرامية، مشيداً بدور أسرة أسامة فى الوقوف الى جوار كتابة أسامة وإبداعه.
وأشار المونتير أحمد متولى الى الخسارة الفادحة للدراما التليفزيونية برحيل عكاشة لما أداه من دور على مدى 30 عاماً، وأكد أن الراحل يشابه بدايات نجيب محفوظ حيث بدأ سينارستاً، والعكس حدث مع عكاشة، فقد بدأ كاتباً قصصياً ثم اتجه الى الدراما، وأشاد أحمد متولى بأعمال أسامة مؤكداً أنها ستضل ذات قيمة مع مرور الزمن.
وقدم هشام عكاشة ابن الراحل الشكر للقائمين على هذا التأبين، مؤكداً أن أباه كان شديد الديمقراطية مع أبنائه، عندما اختار الابن طريق الإخراج، ورأى أن الراحل هو أب للمصريين جميعاً بما قدم لهم من روائع تعبر عنهم وعن تاريخهم