GuidePedia



ـ

* ـ نعيش في زمن فقد الوطن في معناهُ و فقد الهوية في شكلها وفقد الانتماء في طعمه فما تعليقكم على ذلك؟

ربما الأصح أن الوطن يفتقد في هذا الزمن .. لأشياء كثيرة ... وحين تأتي الحروب يكتملُ الفقدان إلى درجة الوجع ..في الحرب تتكاثر الأنقاض .. حتى في القلوب ..مهما كان متسعي فيك يا وطني أنت كلي ولو كنتُ بعضك ..

صار في الوطن الواحد انقسامات عاطفية أكثر قسوة من الحدود فكل بلد انقسم إلى فريقين (مع وضد) وكل فريق يخوِّن الآخر لينتج بالمحصلة أن في كل بلد عربي مجموعة خونة ليس إلا , نتيجة لاتهام كل طرف للطرف الآخر وهذا أخطر حتى من الاحتلال .. فالقلوب الحرة النقية هي التي تعمر البلاد بالمحبة ..مايدمي القلب وللأسف الشيء الوحيد الذي يتفقون عليه جميعاً أن شهداء الطرف الآخر من كل طرف يعتبره الطرف الآخر إلى النار !! مع اننا صرنا نعيش في جهنم التي وقودها الناس وألسنتنا ..

الوطن حيث الأمان .. الهوية هي الروح النقية الصادقة , الانتماء لا طعم له ولا رائحة إنه كالماء لا حياة بدونه
* ـ كيف كانت بدايتك مع الشعر ؟
ـ الشعر هو الذي ابتدأ بي .. كان ينتظرني كعاشق ولهان , يرسل لي رسائل شغف , يجلس تحت نافذة لوعتي , يعزف لي موسيقا الشعر ويغني ... وكنتُ أنثى تعرف كيف تشعل لهيب انتظاره , بينما كنت أحاول التعرف على مايحب ويكره , أحاول سبر أغواره كي أكون على مستوى عشقه , أبحث في تاريخه كي لاأقع في مطب تكرار مافعله عشاقه قبلي كي تكون لي بصمتي فيه ومعه .. وأفوز بقلبه ..
* ـ وما أهم المؤثرات التي أثرت في تكوين اتجاهاتك الأدبية ؟
ـ الحياة أولا والقراءة ثم القراءة والاطلاع على جميع الفنون
 والثقافة متعددة الاهتمامات هي التي تؤدي إلى الإبداع  

*ـ  ماذاعن قصيدة النثر وهل حققت طموح الشعراء أم مازالت تبحث عن  ذاتها؟

ـ الإبداع إبداع بغض النظر عن الشكل الذي يعرض نفسه فيه .. فالرسومات التي لا إبداع فيها لا يفيدها الإطار المزخرف بل قد لا يزيدها إلا سوءا .. وقصيدة النثر كغيرها هناك من استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم في إيصالها وهناك من فشلوا .. حتى على قصيدة الشطرين وقصيدة التفعيلة ينطبق نفس الكلام ... والاعتقاد السائد إن قصيدة النثر أسهل لذا يلجأ الكثيرون إليها .. رغم أنها أكثر صعوبة .. لأن الموسيقى التي في القصائد الموزونة قد تعطي القصيدة جانباً من الجمالية .. في قصيدة النثر يجب أن تكون موسيقاها داخلية .. روحية .. تجعل الروح ترفرف عند قراءتها بلا أجنحة .. تأسركَ وهي غير مكبلة بوزن ولا قافية .. كما أنها لا تعني كما قيل في إحدى الأمسيات إن المتلقي يخرج من أمسية شعرية لأحد كتاب قصيدة النثر بلا شيء .. وأن مزاج قصيدة النثر يجعل كاتبها يجمع بين المتناقضات .. ويأتي بصور لا يمكن تخيلها .. برأيي هذا كلام خاطئ .. وهذا ليس مديحاً .. فأين الجمالية في جملة مثل (خاصرة ركبتي )!! .. أو ( رحم أذني ) !! وهناك الكثير من المتناقضات التي لا يمكن أن تجتمع والشعر لا يعطيها المبرر .. وكلمات لا يمكن أن تجتمع في جملة واحدة .. غريب جداً .. تخيل إن قلت لك .. جزرة الصبح .. خيارة الأمل .. خراب الملائكة .... يعني يكفي أن يجيد أي أحد القراءة والكتابة لكتب قصيدة نثر إدن !! أصابع القرنبيط .. وعيون البطيخ .. وقاعدة القمر .. باقة القمامة .!!!! كما أن الانزياحات اللغوية التي لا معنى لها لا يمكن أن تنجب من تراكم الكلمات قصيدة مكتملة النضج ..
* ـ هل نستطيع أن نقول أن القصيدة النسائية  بخير الآن؟
* ـ أم أنها هذه القصيدة تسير في طريق الإبداع أم هي تكرار لما قيل وما يقال؟
ـ هى بخير مادام النظر إلى القصيدة دون النظر إلى جنس الكاتب ومعاملتها تكون كمعاملة القصيدة التي يكتبها الرجل يعني كإبداع خالص ومحاكمتها حسب الفكرة والموضوع والصورة واللغة ووو .. وأيضاً بالنسبة للكلام الذي يخص قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة أيضا ينطبق على القصيدة النسائية – حسب تعبيرك .. أي أنه يوجد مستويات متفاوتة أيضا بين الشاعرات مثلما يوجد مستويات متفاوتة بين الشعراء .. وحتى عند الشاعر نفسه أو الشاعرة يتفاوت أحيانا مستوى القصيدة ... هناك شاعرات أثبتن أن القصيدة النسائية بخير في كل الوطن العربي .. ولا أريد أن أذكر أسماء لأنها كثيرة حتى لا تخونني الذاكرة وأنسى اسما .. في سورية وحدها شاعرات أثبتن وجودهن وعددهن يفرح القلب ..
* ـ لماذا تبعد الأضواء عن الإنتاج الأدبي الشرقي بخلاف الأدب الغربي الذي تسلط عليه الأضواء أكثر ؟
حتى الدول المجاورة نجد أنها تجهل ما تبدع،
* و لماذا تمتلكنا تلك الحالة الغريبة وبهذا الشكل ؟
ـ للأسف نحن نهتم بكل شيء غربي وكتبت ذلك كثيراً حتى بالفن , فصحفنا تتبع أخبار الفنانين مثل أنجيلنا وغيرها دون فنانينا فما بالك بالأدب .. كتبت كثيرا عن هذه الحالة المتفشية ولم أجد عذرا ولا سببا مقنعا ولم أصل لنتيجة .. وقلت منذ سنين إننا نعيش حالة غزر ثقافي وهو اخطر أنواع الغزو حتى في برامج الأطفال , تُعرض لأطفالنا برامج مترجمة كلها عنف وتؤسس لثقافة القتل مع إنه لدينا كتّاب أطفال ولدينا و لدينا .. وأتساءل لماذا لا يوجد تبادل للنتاج العربي بين الدول العربية باتفاقية ثقافية بين كل وزارات الثقافة .. هذا أضعف الأحلام ومن ثم نفكر بترجمة الأعمال المهمة إلى لغات مختلفة .. وقد يقول قائل كم تحلمين ..وأقول .. لا كل شيء ممكن
*لمن تقرأ شاعرتنا ؟ وماذا تقرأين ؟
ـ اقرأ كثيراً وأحب كتب الفلسفة وحياة المبدعين خاصة الرسامين والموسيقيين أحس أن لهم عالم خاص . لدرجة انني أبكي وأنا أقرأ عندما كنت طفلة كنت أرسم قبل أن أتعلم القراءة والكتابة واكتب بلغة لايفهما سواي وكانوا يضحكون ويقنعوني أني أكتب بلغة القلب .. ..
*ـ ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك ؟ وهل لك طقوس معينه في الكتابة ؟
ـ الكتابة أنفاسي التي تتلقفني في صعود وهبوط .. وتحدثت كثيراً عن الطقوس .. الكتابة ليس لها طقوس كما يظن البعض .. فهي لاتحتاج  لسجادة حمراء لاستقبالها .. ولا لورود .. ولا لطاولة فاخرة .. هي تأتي بلا موعد مسبق ولا ترسل رسالة أو تتصل لتسأل إن كان بإمكانها الحضور .. الكتابة مثل الحب أجمل وأصدق مافيهما الحضور المباغت ..
*ـ من هم أبرز الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم وتفتخر ين بهم ولماذا ؟
ـ كل من تعلمت منهم أعتبرهم أساتذتي , الطفل الذي تعلمت منه كيف يعبِّر عن فرحه وحزنه وخوفه أستاذي ..ابن أخي الطفل الذي قال وهو يلعب بمروحة الطائرة إنه يحفر السماء كي تنزل الشمس إليه أستاذي ,  أمي مدرستي .. مازلت أتعلم منها .. أمي التي لاتجيد القراءة ولا الكتابة , كل من نصحني نصيحة ولو بكلمة أعتبره أستاذاً لي .. حتى من تعلمت من صمتهم أساتذتي ..أفخر بكل من عرفتهم وكل من شاركت معهم في الفرح أو الحزن أو الوجع أو الشعر أو السفر .. حتى إشارات المرور تعلمت منها أن الحياة ملونة ولا تقف فقط عند الأحمر .
*ـ ما هى أحلامك على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الأدبي ؟
أحلامي تتلخص في استقرارسوريتي الحبيبة .
*ـ ماذا تمثل لك تلك المفردات  في شعرك ووجدانك الشاعرة ؟
(الحب، الوطن،الأمل، الغربة، الحلم ،الحياة، أشياء أخرى )

الحب : مثل الشعر لا تفسير لهما ..

الوطن : المكان الذي لا تستطيع أمي أن تضحك من قلبها إلا فيه .

الأمل : موهبة مثل الأحلام والصمت والصوت والكتابة والحب والصدق ..

الغربة : حيث الشعور بالوَهن والعجز

الحلم : زادنا في رحلة الحياة

الحياة : حلم قصير يتخلله الكثير من كوابيس اليقظة

أشياء أخرى: الأطفال مازالوا يموتون كي يصبحوا عصافير الجنة كما قلت لي يا أمي عندما كنت طفلة وبكيت لموت صديقتي..
كيف تريدينني أن أصبح أما لعصفورة
..
*ـ في حياة كل منا لحظات لا تنسى ، سواء أكانت لحظات سعيدة أو مؤلمة، فما هي أهم اللحظات في حياتك  والتي لا تنسيها؟
سأجيب بمقطع من قصيدة :

ما كنتُ أبكي إنّهُ دمعُ الحقائبِ

ودَّعَ البيتَ المُسافِرَ

والخزائنَ والحديقةَ والخزفْ

ما كنتُ أبكي إنّهُ دمعُ الغُرَفْ
*ـ ترين نفسك ِ مختلفة عن الآخرين فبماذا يكون هذا الاختلاف ؟
لا أعرف بماذا أختلف عن الآخرين .. لكن ما يهمني تميزي عن الآخرين في الكتابة وأن تكون لي بصمتي الخاصة ...
*ـ حين تعودين  إلى أعماق نفسك كيف تريها على حقيقتها ؟
أرى أني بسيطة أكثر مما ينبغي .. مازلت طفلة .. لم يكن ثمة رجل غير لي مسار حياتي ..النساء كنَّ كفيلات بذلك  ..
*ـ إلى أي مدى فقدت القصيدة فعاليتها في هذا الزمن ؟
ـ القصيدة الحقيقية لا تفقد فاعليتها أبداً .. تجد الكثير من القصائد المهمة رغم زحمة الشعر وأزمة الشعور ..  الإنترنت فتح المجال لسيول من القصائد والكثير من غثاء الكلمات .. 
*ـ هل تتوافق أشكال النصوص الشعرية الآن مع واقع الهزيمة والإحباط أم هي نصوص تجرّنا للداخل فقط ولا تقوى على المواجهة ؟
ـ النصوص التي تصوِّر ما يحدث بطريقة تشبه كاميرات التصوير التي صارت بمتناول حتى الأطفال عبر الهواتف النقالة .. لا تعتبر نصوصاً .. خاصة مع تطور التكنولوجي واختراع كاميرات تصوير رقمية .. لأن الصورة ستطغى وتكون أكثر قدرة على التعبير من أي كلام مهما علت مقدرته على التصوير .. برأيي النص يجب أن تكون لديه رؤيا وأن يصور ما سيحدث لا ما حدث .. أن يضع ولو مساحة صغيرة للخيال أو للقادم ..وحين يكتب عما يحدث أو ما كُتب عنه يجب أن يتميز ببصمة الكاتب ..
*ـ كيف ترى شاعرتنا العلاقة الجدلية بين مجال عملها وبين أعمالها الأدبية؟ وهل لتخصصها  انعكاس على كتاباتها؟
ـ العمل له تأثير كبير ما في هذا شك .. الحياة كلها تنعكس على الكتابة .. فكيف بما يمارسه المرء من عمل يومي .. . الكاتب يمكن أن يتأثر بنقطة المطر .. المهم أن يراها كيف رسمت في السماء لوحة مختلفة .. عما يراها غيره ..
*ـ هل من سؤال منّيت النّفس أن يطرح عليك يومًا و انتظرت أن تجيبي عليه بشغف؟ وحتى الآن لم يعرض وما هو؟ وما إجابته ؟
ـ وأقول تدخل البعض حتى في الأنفاس التي أتنفسها .. فيما أكتب وماذا أنشر .. البعض يحبذون الكتابة في السياسة .. يأتيك آخر يقول لك يكفينا الموت الذي نعيشه نحن بحاجة للحب .. ناهيك عن الاتهامات الجاهزة بالعجرفة والتكبر عند عدم الرد والتصرف حسب حريتي .. والذي يثير أكثر عندما تأتيني رسائل من البعض تحثني على الحجاب !! .. وأنه كوني محجبة يجب عدم الكتابة .. ومن جهة أخرى بعض الذين يعتبرون أنفسهم يدافعون عن الحرية من أولئك الذين يرتدون برنيطات .. فوق شعر طويل ونظارات لا يرون فيها إلا أنفسهم .. بأن أخلع الحجاب لأن الشعر حسب وجهة نظرهم أداة من أدوات التعبير عن الحرية .. وإن لم تتحرر كاتبته لن تكتب بحرية .. وأقول لهم لن نتحرر مادمنا ننظر إلى الشكل ولا نهتم بالمضمون .. مادمنا نفكر بالمظهر ولا نفكر بالجوهر.. مادمنا نطالب بالحرية ونعتنق أفكارنا الخاصة نحو الحرية .
*ـ ماذا تريد شاعرتنا من هذه الحياة ...؟!
وهل حققت طموحاتها ,وأمانيها ,ورغباتها التي تعمل من أجلها ؟

أريد أن يتعلم الجميع كيف يمكن صناعة السعادة ولو في مختبرات الحزن .. أن تعم المحبة في قلوب الجميع حتى يصبح للحياة طعم الشعر.. بالنسبة لي لم أحقق بعد كل ما أتمناه وأسعى إليه .. وحين يشعر الإنسان أنه حقق كل أمانيه .. أو حتى اقتنع بأنه استطاع إيصال كل ما لديه يتوقف إبداعه ..
* ـ ما هى رسالتك إلى الجيل القادم ؟
أخشى كثيرًا على الجيل القادم .. وأقول كان الله في عونكم .. إنه يعيش زمن الغزو الثقافي بجميع أشكاله .. ناهيك أنه يعيش زمن الحروب ... ويأكل ويشرب وينام وهو إما يعيشها أو يتابع الدماء على الشاشات ..
















وتحدثت في مقالات عديدة عن إعلامنا الذي لا يعرف الوقوف في وجه الغزو الذي يجتاحنا ..من غزو ثقافي وبيولوجي وسياسي وفني وجغرافي وديني ووو ..كل ذلك يتم عبر وسائل الأعلام ويبدأ من الأطفال في محاولة لتنشئة جيل قاسٍ وعصبي ومتشدد ووو .. في أحد لقاءاتي الإذاعية مع الأستاذ نور الدين الهاشمي كاتب مسلسل مرايا ويكتب للأطفال في القصة والمسرح والأفلام التسجيلية .. سألته نحن تربينا على برامج الأطفال ريمي الذي كان يبحث عن والدته وساندي بل التي حلمت بأن تصبح إعلامية وغيرها مثل سالي وهايدي وصار منا الشعراء والإعلاميين ......هذا الجيل الذي تربى على سلاحف النينجا وأبطال البوكيمون ماذا ننتظر منه أجاب بالحرف الواحد .. هل تعلمين أن الشركات المُصنّعة للسلاح في أمريكا هي نفسها المُصنّعة لبرامج الأطفال . من جهة أخرى  نلاحظ جميعا أن برامج الأطفال في رسوماتها تجسيد للجسد في الشخصيات بالمقارنة مع البرامج القديمة مثل سالي وساندي بل وهايدي .. ناهيك عن العنف والقصص المطروحة التي كانت سابقا عن العلاقة مع الأم أو السعي نحو تحقيق هدف .. أو الصبر ..أو كيفية تنمية المواهب واكتشافها . والكل يعرف أن الطفل تترسخ لديه أشياء يتم تكراراها كثيراً بدليل أن الطفل الذي كان يردد في فترة ما بوس الواوا .. واللي بتقصر تنورة صار يردد الشعب يريد ..فلننظر كيف تتم تربية الطفل الإسرائيلي .. من خلال عدة كتب صدرت تحكي عن ذلك .. والفارق موجع ..







































 
Top