GuidePedia

من داخل اروقة المحاكم
قصة اغرب من الخيال
تحالف مع الشيطان فمات فى القبر!!
قصة اغرب من الخيال ..ابكت كل من شاهدها ووقف مذهولا كل من سمعها ، اقشعرت لها الابدان وارتجفت منها القلوب والعقول خوفا من لقاء الرحمن عاجلا ام اجلا
انها قصة تجردت فيها كل معانى الرحمة والاخوة والانسانية حيث لعب الشيطان به ، ونسى الموت ولكن الموت لا ينسى احد، نسى الواحد الديان ، نساه في مكان نتذكره فيه جميعا حيث تقشعر له الابدان وترجف له العقول والقلوب ، لم يتقى الله فى اقرب ماليه ولم يراعى حرمة الموتى دخل القبر ولا يعلم نهايته ..جاء طمعا فى دنياه ونسى اخرته.. قصة حسمها ملك الموت قابض الارواح بامر من يقول للكون كن فيكون فكانت المحكمة ربانية انتهت بحكم الواحد الديان
انها حكاية رجل بلغ من العمر عقودا من الزمن ... ففى إحدى القرى الهادئة ولان الفلاحة هى الحرفة الرئيسية ومصدر الرزق لكثير من اهلها الكل يصحى من نومه حاملا ادوات عمله ، الا ان عم احمد الرجل الطيب بالقرية كما يصفوه اهلها طوال سنين عمره كان يحرص على اداء صلاة الفجر، وبعدها يذهب الى عمله متميزا بطيبة قلبه وحسن اخلاقه متزوج من امراة صالحة انجب اول اطفاله السيد وبعدها انقطعت زوجته عن الخلفة لمدة تزيد عن 15عاما رضى بقضاء الله وتعلم السيد اصول الفلاحة فكان دائما مايذهب مع والده الى الارض التى كانت تتسع يوما بعد يوم واخذ من والده الكثير من طيبة القلب وحسن الخلق ولان الله يهب من يشاء ويجعل من يشاء عقيما فلقد رزق بمولوده الثانى بعد 15 عاما سماه حاتم ، فرح فرحا كثيرا لانه سيكون السند للسيد وفرح السيد ايضا ولان السعادة لاتدوم واذا ما اضحكتنا قليلا فانها تبكينا كثيرا ، سرعان ما انتقل الوالد الى الرفيق الاعلى ، بكى السيد كثيرا خاصة انه ترك المسؤلية عليه ولان الحياة لابد ان تستمر اخذ السيد على عاتقه تحمل المسؤلية وقال لوالدته لاتبكى ياامى نعم مات والدى ذهب جسده ولكن روحه معنا لاتخافى من شىء مادمت حيا انت واخى حاتم فى رقبتى ، واول قرار ياست الحباب ساترك الدراسة من اجل الارض واجلكم ، احتضنته والدته وبكى فى حضنها ، وترك السيد المدرسة ، اما حاتم فقد اخذ الرعاية من والدته واخيه ، فلم يبخل اخيه السيد عليه بشىء كان له الوالد والاخ وتعلم حاتم فى احدى المدارس وحصل على الثانوية وفرح به كثيرا وكذلك والدته الا ان الموت كان اسرع من فرحتهما فقد رافقت امهم زوجها فى القبروهذا ماكانت تتمناه ، حزنوا عليها حزنا شديد ، فى تلك الفترة انتهى حاتم من الحصول على احدى المعاهد الخاصة ومن قبل كان الاهل والاصدقاء اشاروا على السيد بالزواج لكنه رفض حتى ينهى حاتم دراسته ، وانهى حاتم الدراسة ولم يمر يومان الا ودخل على ا لسيد فى الغرفة قائلا له اخى اتمنى ان اتزوج تلعثمت الكلمات على شفتيه لكنه قال له مبروك وهل اخترت العروس قال نعم ، وتزوج حاتم فى ليلة رقص فيها السيد وسرعان ماانجب اول اولاده ثم الثانى وكانت زوجته مثله فى الاستهتار واللامبالاه حيث ان السيد هوالذى يعمل فى الزرع ويقوم بكل طلبات البيت ولم يقصر مرة واحدة ، كان نعم الاخ والسيد تجاوز الاربعين من عمره ولم يفكر حاتم فى ان ينصحه بالزواج رغم ان الاقارب والاصدقاء نصحوا السيد بالزواج وهنا فكر السيد فى الزواج وفعلا اختارها ، فذهب الى اخيه يبشره بالخبر الا ان علامات الاسى والحزن ظهرت على حاتم قائلا له هل قصرت زوجتى معك فى شىء ، هل قصرنا معك ونسى حاتم ان السيد تجاوز العقد الرابع وتحدد الزواج فى ليلة ، الكل كان فرحان ، القرية كلها رقصت الا حاتم اخذ جنبا هو وزجته ونسى ان اخيه لابد ان يتزوج وانه افنى عمره فى تربيته ، المهم استمرت الحياة بهما فى بيت واحد الا ان بعض المشاكل كانت من طرف حاتم وزوجته لكن السيد كان حكيما ومرت سنوات على زواج السيد لم ينجب خلالها فى الوقت الذى جاء لحاتم مولوده الثالث الا ان السيد كان صبورا ويقول انها ارادة الله ،عشرة اعوام مرت والحال على ماهو عليه وفى ليلة من ليالى الشتاء القارص شعرت زوجة السيد ببعض الالام احس بها وفى الصباح اخذها الى الطبيب المختص فاذ به يصب اليه الخبر الجميل انها حامل وفى الشهر الثانى ياله من خبر ويالها من مفاجاة ، صلى ركعتين شكرا لله ، الكل يبارك الكل يهنىء الا حاتم وكأنه ليس اخيه وكانه لم يفعل معه مايستحق عليه التهنئة او الشكر ، المهم ان زوجة السيد اكملت شهرها التاسع ويوم الولادة تعبت تعبا شديدا لكن سرعان ماانزاح الالم والتعب فكانت المفاجاة او الخبر الذى ابكى السيد انها انجبت توأمين يالها من عدالة ، ويالها من فرحة اسماهما الحسن والحسين ، وملأت الفرحة البيت الا ان الاعوام بعدها شهدت كثير من المشاكل والسبب حاتم وزوجته ، وفى احدى الايام طلب حاتم ان يجلسا بمفردهما فى غرفة ، احس السيد ان هناك شىء ما فبدا حاتم الكلام قال:
اخى اريد ان اعرف ماذا نملك من مال وارض انى اريد ان نقسم مابيننا حتى البيت لابد من تقسيمه ، هنا لم يتكلم السيد كانت دموعه اسبق من كل شىء ، لم يصدق ماسمعه ،لم يتكلم ، احضر كل الاوراق الخاصة بهما واقتسما كل شىء حتى البيت كل واحد له بابه ، هنا تكلم السيد قال لأخيه : لا احد يعرف ماحدث حتى زوجتك او زوجتى وفى اى وقت تريد ان ترجع انا تحت امرك انت اخى الاصغر ونحن اخوة ، و بدات حياة مختلفة عن الاول على الاقل بالنسبة لحاتم الذى لايعرف عن الارض شيئا وهكذا تستمر الحياة بهما ، السيد ارضه تزداد يوما بعد يوم اما حاتم فلقد خسر الكثير من ارضه رغم ان اولاده تجاوزوا الخامسة عشر من عمرهم وفى احد الايام شعر السيد ببعض الالم فى بطنه انتقل بعدها الى المستشفى الكل زاره الا اخيه وعاد الى منزله فارسل اطفاله الصغار (الحسن والحسين 5 سنوات ) يطلب رؤية اخيه حاتم ، فدخل عليه ولما وجده على حاله انهمرت الدموع منه واحتضنه ثم جلس بجوار السيد فقال له اخى حاتم ان ايامى فى الحياة معدودة جدا وانا الان على عاتبة دنياى اطفالى الحسن والحسين وامهم فى رقبتك ، احسن معاملتهم ، هم فى حاجة الى الرعاية ، كن لهما الاب الحنون فانت بمثابة والدهم اعتبرهم اولادك ، وهم حاتم بالانصراف وذهب الى بيته فقالت له زوجته ماذا حدث قال ان اخى السيد مريض جدا.. وفى الليل لعب الشيطان برأس حاتم قائلا : ان هناك ثروة يملكها السيد تتجاوز ضعف الذى املكه هو لديه طفلين صغيرين وانا لدى ثلاث اولاد شباب فى حاجة الى زواج فيما بعد ، كل امواله يأخذها هذين الطفلين لا ، لا، لابد ان تعود تلك الارض لى ، أخذ الشيطان يتلاعب به الى ان خطرت فى ذهنه الفكرة التى سينفذها حتى تكون الارض ملكه ، اقترب تفكيره الى ان جاء الصباح حيث تملكت تلك الفكرة فى رأسه وأحضر كل ما يلزمها واثناء ذلك كان ملك الموت قد أخذ روح اخيه السيد وغاب حاتم فترة وعاد وقد وجد الصراخ والاحزان تملأ بيت السيد فايقن حاتم انه قد مات وفى تلك اللحظة خطرت بباله الفكرة ، عاد الى منزله وبعد فترة كان فى بيت السيد وتم تغسيله واحضر الكفن ثم حمل اخيه الى النعش ومشى وراءه الى ان وصل الى المقبرة واذ به يطالب من القائمين على دفن الموتى ان يتركوه ينزل وراء أخيه وهذه وصيته وفعلا دخل حاتم القبر مع اخيه ولم يخطر ببال احد لماذا طلب حاتم ذلك ؟ وداخل المقبرة وبعد ان فك الكفن اخرج حاتم عقد الارض ومعه الختامة ، اى فكرة هذه تلك التى يريد ان ينفذها حاتم وفى اى مكان ومع من ؟ نسى الموت!! بل نسى مالك الموت !! وهم حاتم بتنفيذ ما ال له الشيطان ان ينفذه ، امسك بعقد الارض واما الختامة فوضعها فى يد اخيه الميت فى محاولة منه ان يجعل يده تختم على العقد وكلما يأتى بيد أخيه الميت لتوقيع العقد فاذ بالورقة تذهب بعيدا ثم يأتى بيد اخيه مرة اخرى فتأبى ان تفتح ، يستغرق هذا وقتا ولا يعلم ماذا يخبىء له القدر وفى لحظة انتهى كل شىء كان ملك الموت اسرع منه قبض روحه تاركا كل شىء الاوراق والختم على الارض ، اما الناس فى انتظار خروج حاتم ، لقد تأخر فى الخروج ماذا يفعل كل هذا ؟ ، هكذا تسأل كل من فى انتظار خروجه من القبر ولايعلمون ، لكن الانتظار طال ، كل الحاضرين طلبوا من القائمين على الدفن ان ينزلوا المقبرة وفعلا نزلوا المقبرة ماذا وجدوا صدمتهم الدهشة عندما راؤا حاتم ملقى بجوار اخيه السيد واوراق العقود والختامة ، صمتهم كان ابلغ تعبير لدرجة انهم عجزوا عن الكلام ، اسرعوا بالخروج من المقبرة غير مصدقين لما رأوا ، بكاء وصراخ وعويل ودهشة واستغراب هكذا هو الحال بعد ان رأى الجميع المنظر وكانها قصة من زمن فات ، ان تصل الدرجة الى هذا الحد ، اخ يريد بالباطل توقيع اخيه على كل ممتلكاته وهو ميت وفى اى مكان داخل المقبرة شىء لايصدق ، انها تذكرة لمن يخشى فعسى ان نخاف لقاء الله رب العالمين ولاننسى الموت لانه ات ات مهما طال العمر او قصر .
المحرر: (( ونفس وماسواها ألهمها فجورها وتقواها))
محمد حامد رشوان
 
Top