GuidePedia

الروائية / منى سليمان


غلاف الرواية / دموع الياسمين


كنت أسير في طريقي راضية أحمل أشياءً أسمع همسات ، في منتصف الطريق رأيت منعطفآ لم أره من قبل ، في أخره شجرة كبيرة تحتها جدول من الماء .

اصطدمت به في طريقي ، رأيت الشوق و اللهفة يطلان من عينيه . كان يحمل أشياءً كثيرة ، و يسمع أصواتا متداخلة ,

سرت معه وتركنا طريقنا ، و جلسنا تحت الشجرة ، تعانقت عيوننا تشابكت قلوبنا ن خرجت الفراشات الملونة من بين شفتيه وحطت علي أزهار كلماتي . تنزهت الطفل
ة بداخلي مع طفله الصغير ، تناثرت خصلات شعري علي كتفيه .....بقينا ساعة تحت الشجرة ، مرت كلحظة، و لكنها عمر طويل .

لم أكن أحدد الزمان و لا المكان ، كل ما كنت أشعر به هو السعادة و الأمان : فجأة ، بدأت أسمع الهمسات بداخلي تتحول إلي أصوات مرتفعة ، نظرت إليه فزعة ، رأيت دماء تسيل من نظراته ، هو أيضآ يسمع أصواتآ و يكتمها بداخله ، هو أيضا يحمل أثقالا ، لا يستطيع تركها و البقاء معي ، هو أيضا تتحطم مشاعره فوق صخور الواقع.....

ماذا أفعل ؟ ارتفعت الأصوات ، و صارت صرخات مرتفعة

حملت أشيائى وتركته . وقف حزيناً و الدماء تسيل من عيونه ومن شفتيه ، حاول منعى بنظرات عينيه الباكية ،

أردت البقاء ، لكن الصرخات ترتفع فى داخلى ،

أخرجت قلبى من صدرى و أعطيته له ،كانت تتساقط منه الدماء أخرج هو أيضاً قلبه ، و وضع القلبين فوق الشجرة ، شجرة الحرمان . نظرت إلى الشجرة فرأيتها محملة بالقلوب الحزينة ، و الدماء تسيل منها حتى ملأت النهر الصغير .

سرت فى طريقى ، عادت الصرخات تتحول إلى همسات ثم ضحكات . أما أنا فصار وجهى بارداً بلا ملامح , أنظر خلفى لأراه وحيداً حزيناً .

ثم حمل أشياءه وصار فى طريقه , عدت إلى المنعطف كثيراً أهدهد على قلبى ، وقلبه عاد هو أيضا يملؤه الشوق .

التقينا ، تشابكت قلوبنا، تعانقت نظراتنا ، نجلس قليلا فترتفع الأصوات ، فنترك المنعطف و النهر و الشجرة و القلوب ونسير كل منا فى طريقه حتى تهدأ الأصوات .

....................................................


 
Top