GuidePedia

قراءة في كتاب

كوردستان العثمانية في النصف الاول من القرن التاسع عشر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 عرض وتقديم : رمزي عقراوي
  الشاعر  الإعلامي والصحفي المستقل 

هذا الكتاب بالاصل رسالة ماجستير  قدمت الى جامعة صلاح الدين – كلية الاداب سنة 2000 ، من قبل السيد كاميران عبد الصمد أحمد الدوسكي حيث كانت باشراف الدكتور احمد عثمان ابو بكر ، ويتكون من 248 صفحة من القطع الكبير ومن منشورات – دار سبيريز – للطباعة و النشر في دهوك تحت تسلسل رقم (6) ويحتوي على المقدمة  والتمهيد  ، والفصل الاول بعنوان – الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ، ومن ثلاث مباحث ، الاول :-

الوضع الاجتماعي و الثاني الاقتصادي ، و الثالث :- الوضع الثقافي . اما الفصل الثاني باسم ( الاوضاع السياسية في كوردستان )ومن ثلاث مباحث ايضا – الاول الحكم و الادارة العثمانية وانعكاساتها على كوردستان و الثاني الامارات الكوردية القائمة ، و الثالث :- الحملات العسكرية العثمانية على كوردستان  ، و الفصل الثالث بعنوان ( تكريس تقسيم كوردستان و ظهور نفوذ الدول العظمى ) ويتكون من ثلاث مباحث كذلك . الاول :- مشكلة الحدود العثمانية – الايرانية وتكريس تقسيم كوردستان ، و الثاني :- صراع الدول العظمى على النفوذ في كوردستان ، و المبحث الثالث :- الاوضاع العامة في كوردستان منتصف القرن التاسع عشر ....

بالاضافة الى – الخاتمة و قائمة المصادر و المراجع و الملاحق و ملخص الرسالة باللغة الكوردية و ملخصها باللغة الانكليزية !

وقد جاءت كلمةالاستاذ الدكتور عبد الفتاح علي بوتاني على الغلاف الخارجي الاخير لهذا الكتاب التاريخي القيم كما يلي (( على الرغم من ظهور مجموعة من الدراسات الاكاديمية خلال السنوات الاخيرة . والتي غطت ... جوانب كثيرة من وقائع تاريخ الكورد و كوردستان الاقتصادي و السياسي و الثقافي و الاجتماعي و الاداري في العهد العثماني الذي استمر لاربعة قرون  (  1515 – 1918 ) فان هذه الحقبة التاريخية لم تنل بعد الاهتمام الكافي .      

    

وهذه الدراسة تلقى الضوء على اوضاع كوردستان العثمانية في المجالات المذكورة اعلاه ، خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر ، وبالاعتماد على المصادر و المراجع الجادة  ذات السمة العلمية ....

و تاسيسها على المعلومات الواردة في هذه الدراسة تظهر صور اهمال الدولة العثمانية لكوردستان . و جشعها في نهب ثرواتها . دون ان تقدم مايتناسب مع ماكانت تنهبه او تجبى من الضرائب للصرف على شوون التعليم و الصحة و الخدمات الاخرى ، وفي هذا المجال يكفي ان نذكر على سبيل المثال : ان نسبة الذين كانوا يعرفون القراءة و الكتابة في كوردستان كانت 2% فقط حتى  اواخر العهد العثماني )) 

ان دراسة الجوانب المختلفة لتاريخ كوردستان خلال العهد العثماني ومنذ اوائل القرن السادس عشر الميلادي وحتى انهيار الدولة العثمانية  تكتسب اهمية كبيرة لدى الباحثين في تاريخ كوردستان وذلك لاهمية احداثها و تطوراتها في الجوانب السياسية و الاقتصادية  و الاجتماعية و الثقافية ... الخ! وما تركتها تلك  الاحداث من اثار ونتائج على كوردستان لاتزال الكثير منها ماثلة للعيان حتى الان وهي تعود في جذورها الى تلك الفترة المهمة من تاريخ  كوردستان والتي تحتاج الى المزيد من – الاهتمام و الدراسة من قبل الباحثين ورغم ما ظهرت من دراسات في السنوات الاخيرة فهي لاتزال محدودة مقارنة بعمق واهمية تاريخ كوردستان ولعل ذلك يعود الى الاوضاع التي يعيشها الشعب الكوردي و الصعوبات التي تواجه الباحث في دراسات تاريخ كوردستان تم اختيار عنوان موضوع هذا الكتاب ( كوردستان العثمانية في النصف الاول من القرن التاسع عشر ) دراسات تاريخية تحليلية وذلك لا همية تلك الفترة باحداثها الخطيرة التي شملت الجوانب السياسية والاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية في تاريخ كوردستان من جهة ولعدم وجود دراسة اكاديمية علمية خاصة تغطى جميع احداث تلك الفترة من جهة ثانية . رغم وجود البعض منها والتي تغطى جوانب محدودة ولاشك ان مشكلة الحصول على المصادر و خاصة الوثائق غير المنشورة تاتي في مقدمة المشاكل التي تواجه الباحث الا انه رغم كل الصعوبات فقد بذل المؤلف الجهود .للحصول على المصادر من الداخل و الخارج حيث نجح في بعض المحاولات و اخفق في اخرى ، تشتمل الدراسة الواردة في هذا الكتاب على تمهيد وثلاث فصول و

ملاحق حيث يتناول التمهيد موقع واهمية كوردستان واهم – التطورات السياسية و الاوضاع الاخرى في الفترة السابقة لفترة موضوع هذا الكتاب ومنذ اوائل القرن السادس عشر وصولا الى بداية القرن التاسع عشر ...!

يتناول الفصل الاول من هذا الكتاب الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ففي الجانب الاجتماعي يتناول المبحث الاول الاسرة الكوردية و الاوضاع المعيشية التي ميزت ثلاثة فئات في المجتمع الكوردي هم الرحل و شبه الرحل ،  والمستقرون ، ويدرس المبحث صفات الكورد ودور المراة  الكوردية المتميز في مختلف مجالات الحياة بالاضافة  الى اهتمام المجتمع بالموسيقى و الغناء الرقص و ممارسة الا لعاب الشعبية و الرياضية و الاشارة الى روح التسامح التي كانت سائدة في كوردستان رغم – التعددية القومية و الدينية كذلك فقدان للخدمات الاساسية وفي مقدمتها الخدمات الصحية ويتناول مواد البناء و اهم المدن اما المبحث الثاني فهو يتناول الاوضاع الاقتصادية في كوردستان حيث الزراعة و ملكية الارض و الصناعة و المعادن و التجارة ففي الزراعة رغم توفر المقومات الاساسية لها الا ان فقدان  الامن و الضرائب و رداءة طرق  المواصلات وغيرها من العوامل تركت اثار سلبية على الانتاج الزراعي و الحيواني ايضا ومن جانب اخر فان الحرف و الصناعات المحلية تاثرت بالبضاعة المستوردة حيث  لم تستطع الدولة العثمانية حمايتها من منافسة تلك المواد المستوردة  بالاضافة الى انه كان يتم في بعض المناطق من كوردستان  استغلال بعض المعادن على نطاق ضيق كالحديد  و الرصاص و الكبريت و غيرها ... اما التجارة فانها رغم وجودها تجارة داخلية و خارجية حيث تصدر المواد بواسطة القوافل الا انها تاثرت ايضا بالعوامل السابقة بالاضافة الى انها  كانت  تتميز بارتفاع نسبة الصادرات  قياسا بالواردات ... اضافة الى ان التجار من غير الكورد كانوا يستفيدون من تجارة كوردستان اكثر من الكورد انفسهم ، اما المبحث الثالث فيدرس الحياة الثقافية في كوردستان حيث يشير الى اهمال الدولة العثمانية لهذا الجانب ودور الامراء الكورد و المجتمع الكوردي في تشجعيهم للدراسة و طلبة العلم و الدور الذي قام به  رجال الدين و المساجد في تولي تلك المهمة و المراحل التي يمر بها الطالب في دراساته ثم ذكر عدد من المثقفين و الشعراء البارزين في تلك الفترة و كذلك  الاشارة الى انتشار المدارس الدينية لغير المسلمين ايضا . اما الفصل الثاني فيبحث في الاوضاع السياسية القائمة في كوردستان  حيث  يدرس المبحث الاول الحكم و الادارة – العثمانية  و انعكاساتهما  على كوردستان ، ويبحث اسباب الضعف و الانحطاط التي وصلت اليها الدولة العثمانية اوائل القرن التاسع عشر في مختلف المجالات الادارية والعسكرية و المالية و التربوية و الاقتصادية و التي اجبرت السلطات العثمانية

   على القيام ببعض الاصلاحات و خاصة في عهد السلطان محمود الثاني –

(1829- 1808 ) والتي توجها السلطان عبد المجيد ( 1829 – 1861 ) باصدار لائحة ( خط شريف كلخانة) وموقف الدول الاوربية من الاصلاحات العثمانية و تاكيد دعوات الاصلاح على فرض السلطة المركزية العثمانية على مختلف الاقاليم بما فيها كوردستان .

اما المبحث الثاني :- فيدرس اهم الامارات الكوردية القائمة واهم التطورات السياسية فيها وامرائها حتى انهيارها و خاصة خلال الفترة موضوع البحث ...

اما المبحث الثالث : فيدرس الحملات العسكرية العثمانية على كوردستان باسم الاصلاحات و خاصة حملة ( رشيد باشا و حافظ باشا ) – 1834 و 1838 م- وحملة (عثمان باشا و رشيد باشا ) 1847- 1849 ومحاولة فرض السلطة المركزية العثمانية وانهاء السلطة المشروعة للامارات  الكوردية وينقل البحث صورا لشهود عيان عن تلك الجرائم اما الفصل الثالث فيتناول تقسيم كوردستان وظهور نفوذ الدول العظمى الاوربية في كوردستان فيدرس المبحث الاول : جذور الصراع العثماني الايراني على الحدود وما توصلت اليه الدولتان من معاهدات لتكريس تلك الحدود بالتالي  تقسيم كوردستان من خلال معاهدتي ( ارض روم الاولى سنة 1823 و الثانية سنة 1847 م ) وخاصة البنود المتعلقة بترسيم الحدود اثار ذلك الصراع على كوردستان ...

اما المبحث الثاني فيبحث في ظهور نفوذ الدول العظمى في كوردستان عن طريق الرحالة و المبشرين و الدبلوماسيين وخاصة النفوذ البريطاني و الروسي و- الفرنسي ، واهداف و نتائج صراعهم على كوردستان و يعكس  المبحث الثالث الاوضاع في كوردستان منتصف القرن التاسع عشر بعد نصف قرن من الصراع و الحروب و الحملات العسكرية العثمانية التي توجت بالقضاء على الامارات – الكوردية وعودة الادارة العثمانية الى معظم مناطق كوردستان و طبيعة تلك الادارة و اجراءتها في كوردستان ويتضمن البحث عددا من الملاحق و الرسائل والخرائط لزيادة توضيح بعض فقرات البحث .

ان كتاب ( كوردستان العثمانية في النصف الاول من القرن التاسع عشر لمؤلفه  السيد كاميران عبدالصمد احمد الدوسكي ) من الكتب الاكاديمية النادرة في مجالات مواضيعه و بحوثه التاريخية و الوثائقية القيمة ، وانه يستحق الاقتناء و القراءة وتزيين مكتباتنا به لجدواه و جدارته المتميزة!.....
 
Top