GuidePedia

الشاعر والاعلامي رمزي عقراوي

 

(صرخة المرأة الثائرة)

                                                               

ايُّها الوطنُ المقدَّسُ

جئتُ اليكَ ...

مثخنا بطعنات الاعداء

ازحفُ في معاطف الشهداء

فوقَ الجثثِ المُلقاةِ في الازقةِ والطرقات ِ

مرفوع الهامِ مُعَفَّرَ الجبين بالدماء

اسأل يا وطني ...

عن نبوءة العذراء

 عن يدها المقطوعة مُمسكة بالراية الحمراء

عن الطفل الذي يهمُّ بشربِ الماء

فيثقب رصاص (السلطة) رأسه

في لحظات التوتر والاندفاع !

عن الجسد الممزق بالسكاكين والكهرباء !

أسأل يا وطني !

في السراديب عن الصرخة العزلاء !

عن صرخة المرأة الثائرة

تتأرجح بين التعذيب والاغتصاب / بل الكبرياء

كيف ان ابناء جلدتها حمّلوها الذل والعار

فمَشت تقتلُ نفسها قبل ان تنهار !

...................................

تكلم ايها الوطن المقدس

تكلم بالله !

 

باللعنات!

 

لا تُغمض عينيك فالجرذان ...

تسفحُ من دمي لشدّ ما انا مهان!

فلا الكذب يُخفي ثورتي ولا الجدران

ولا احتماء اعوان السلطان !

...................................

ايها الشعب المقدس

لا تسكت فقد سكتَّ طول الزمان

لكي تنالَ فضلة الامان

فكم قيل لك عبرَ العهود (اخرس ...!)

فخرستَ،

 وعميت،

 ورفضتَ العصيان

وللطغاة المستبدين ...

اصبحتَ تحرسُ القطعان !

تجتز صوفها ...

ترد نوقها ...

تنام كالعبيد في حظائر النسيان !

طعامك كسرُة خبزٍ وماءٌ مالح

والقليل من الزعتر والالبان !

وها انت في ساعة الطعان ؟!

ساعة ان تخاذلَ الازلام

والاقزام

 والفرسان !

دُعيت للميدان !

وانت الذي لم تذق في حياتك لحم الضان !

وانت الذي لا حول لك ولا قوة ولا شان !

تُدعى الى الموت من اجل طواغيت الزمان

................................................

تكلم ايها الوطن المقدس

فها انا على ترابك سائل دمي !

من اجل ان يستمتع المفسدون بالحياة

يرتشفون من دمي الزاكي المستباح

وهم ظامئون يطلبون المزيد !!

.................................

ايها الوطن المقدس !

ماذا تفيدنا الكلمات البائسة ؟!

فان قلنا (الحق) قالوا عُملاء وخونة

وللاجنبي اذيال تاعسة ...!

واتهمونا بالباطل والزور والبهتان

وحين فوجئ الطغاة المستبدون

بطلائع الثورة البيضاء...

قايضوا الشعب المسكين

والتمسوا النجاة والفرار !

والشعب جريح الفؤاد !

جريح الروح والفم ...!

لم يبق امامه الا الموت

والحطامُ ...والدمار ...!

واطفال مشردون يعبُرون

آخر الاسوار ...!

ونسوة بريئات مقيدات في الاسر

وفي ثياب العار !

مطئطئات الراس

لا يملكن الا صرخات الانهيار !

.....................................

ها انت يا وطني ...!

ليس لك غير الاصلاء

والشرفاء

مواطنين مخلصين

فقراء

حيث لم تزل وحيدا / فريدا

ليس لك أصدقاء

رغم كل سنوات العطاء

(مقسما) بين دول الحقد و الجوار

بدون حق او شريعة او رخاء !

==============

 
Top