( الأنفال في ضمير الشعر والقصة ...)
عرض وتقديم / رمزي عقراوي
الى الكتاب والشعراء والفنانين كافة الذين جعلوا من (الأنفال) هما وموضوعا لهم . والى المتبقي الوحيد من كارثة الأنفال (خدو حاول بكو) الذي ذهب 27 شخصا من عائلته لوحدها ضحية الأنفال السيئة الصيت ...
والى كل من يلعن ليل نهار الذين قاموا بالمساهمة والمشاركة في حملات الأنفال السوداء. علي بندي
بعد كارثة حلبجة الشهيدة ...بدا هجوم البعثيين الزنادقة على منطقة (بادينان) الكوردية في 25/8/1988 بعد وقف اطلاق النار مع ايران مباشرة حيث مات هناك من مات بالغازات السامة وهرب من هرب من هذا الجحيم ليسطروا بالامهم ومعاناتهم قصة محزنة اصعب بكثير من سابقتها التي هي مجزرة حلبجة الشهيدة، وقد هاجر اكثر من (65000) مسلم كوردي الى تركيا في ظروف صعبة جدا ...وهكذا فقد مسح الجيش البعثي الحاقد اكثر من (4500) قرية كوردية في منطقة (بادينان) من الوجود اضافة الى ابادة وافناء اكثر من (182) الف طفل وامراة وعاجز من الكورد المسالمين البسطاء، ودفنهم احياء في صحاري الحضر وعرعر والرمادي والسماوة وغيرها ..واجراء التجارب المختبرية عليهم كفئران المختبرات باستخدام انواع مختلفة من المواد الكيمياوية المحظورة والاسلحة البايلوجية المحرمة دوليا وانسانيا وذلك في (وحدة المجازر البشرية في الصويرة- جنوب بغداد) التي امر الصنم – هبل – بانشائها وقد سمى (مجرم الحرب المخذول بالله صدام) هجومه الظالم هذا (بالانفال) سيئة الصيت واستصدر فيه الفتاوي لجيشه البربري المجرم بجواز اخذ نساء الكورد المسلمين سبايا واغتصابهن وذلك في ظل نفس العلم الصدامي الذليل الذي لم يزل – ومع الاسف الشديد – مرفوعا بكل خسة ودناءة في جميع مرافق الدولة العراقية الحالية حيث يفتخر ويتباهى به البعثيون (خونة الشعب والوطن) رغم سقوط النظام البعثي البائد منذ اكثر من 12 سنة الى الحضيض والى ابد الابدين ...ماعدا (مناطق اقليم كوردستان ) وحسنا فعل الاكراد !
من الكتب الموثقة التي صدرت قبل اسابيع قليلة في هذا المجال كتاب (لانفال في ضمير الشعر والقصة) باللغة الكوردية حيث يتكون من 240 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على 34 قصيدة ل 34 شاعرا كورديا معاصرا وكذلك يحتوي على 19 قصة قصيرة ل 19 كاتب قصة لمعده ومقدمه الاديب الكوردي المعروف (علي بندي) صاحب المطبوعات الاتية :
(انفلة بهدينان) جزءان و (لوحات خريف محموم) شعر ..وسيصدر له ايضا قريبا جدا في نفس هذا المجال الحيوي المهم الكتب الاتية (انفلة بهدينان) الجزء الثالث (الابادة الجماعية في كوردستان) واخيرا كتاب (ضحايا الانفال) وكل هذه الكتب باللغة الكوردية !
وقد طبع من هذا الكتاب في طبعته الاولى 500 نسخة وهو من تصميم واخراج كل من عصام حجي طاهر ومحمد علي.
ان هذا الكتاب الرائع جدير بالقراءة كما انه جدير بالاحتفاظ به في المكتبة الكوردية بالنظر لاهميته... وفوق كل هذا وذاك فانه جدير بترجمته الى اللغات العالمية الحية خصوصا الى لغة الضاد للاستفادة القصوى من محتوياته الثرة !
المؤلف في سطور :
علي بندي ولد عام 1965 في قرية (بندا) في محافظة دهوك .
بدا بالكتابة والنشر في الصحف الكوردية منذ سنة 1985 وما يزال مستمرا حتى الان .
في ربيع عام 1987 اعتقل وحكم عليه بالاشغال الشاقة مدة (10) سنوات من قبل الهيئة السياسية العسكرية الخاصة في كركوك في 18/12/1988 اخلى سبيله خلال عفو عام!
يعمل الان مراسلا لجريدة (ئه فرو) الاسبوعية في دهوك .
عضو نقابة الصحفيين في كوردستان / دهوك
عضو اتحاد الادباء والكتاب الكورد / في دهوك
عضو منظمة السجناء والمعتقلين السياسيين / فرع دهوك
حاليا مدير مكتب دهوك لمركز الانفال .
وفيما يلي اسماء الشعراء الكورد المساهمين بقصائدهم الشعرية ضمن كتابنا هذا وهم كل من :
1- زارا دهوكي2- نجيب بالايى 3- ايوب رشيد نسري 4- ناجي طه برواري 5- حبيب كلش 6- اسماعيل بادي 7- امنة زكري 8- بيزاني ئاليخان 9- شعبان محمد عبدالله 10- هزرفان 11- شيلان حمو 12- هشيار ريكاني 13- قادر قجاغ 1- بلند محمد 15- تريفة دوسكي 16- كمال سليفانيى 17- خالد علي جم زرافي 18- صبري صالح نهيلي 19- عبدالرحمن بامرني 20- ياسين ديرشي 21- سلام بالايى 22- رفيعة بامرني 23- مسلم باتيلي 24- حكمت محمد هروري 25- ثوري محمد نادر 26- مسعود سرني 27- كوهدار اسماعيل 28- محمد حسن بنافي 29- علي احمد ويسي 30- درباس مصطفى 31- رمضان عيسى 32- لائق كوريميى 33- علي شرتي 34- مهدي شعبان .
اما اسماء كتاب القصة الكورد المشاركين في هذه المجموعة فهم :
1- جلال مصطفى 2- حسن ابراهيم 3- اسماعيل مصطفى 4- حسن سليفانيى 5- علي بندي 6- محسن عبدالرحمن 7- نور الدين سعيد سندي 8- احمد ياسين بندي 9- حكيم عبدالله 10- صالح غازي 11- طيب دشتاني 12- صديق حامد 13- عصمت محمد بدل 14- خالد صالح 15- كيفي عارف 16- زكي قبلان 17- تيلي صالح موسى 18- جميل محمد شيلازي 19- اديب عبدالله .
علما ان الشعراء وكتاب القصة المشاركين في هذا الكتاب القيم هم جميعهم من محافظة دهوك فقط..ونامل من المعد الاستاذ علي بندي بان يشمل بقية الشعراء وكتاب القصة في بقية ارجاء كوردستان الحبيبة ايضا خصوصا اولئك الذين قد عالجوا كارثة (الانفال) السيئة الصيت في موضوعاتهم ونتاجاتهم الادبية والثقافية المختلفة وذلك من خلال طبعات هذا الكتاب القادمة !
ما نختتم به مقالنا هذا ان نستشهد بترجمة لاحدى القصائد الشعرية الواردة ضمن هذا الكتاب وهي بعنوان (بارانا سيفا- مطر التفاح) للشاعرة الكوردية (تريفة دوسكي) ص69
(مطر التفاح)
لااعلم لم انوح مع الهواء
مثل ام ثكلى تنتظر نعش ولدها
تكاد تتنفس كوردة تنتظر الاعدام
مثل الاشعار بلا صاحب تتمايل صفحاتي على الشوارع
جعلتني عروسة بين الاشواك في الصحراء
وبلسانك القاسي تلعق وطني وتحفر القبور
للحمام والبحار
تحت خيمة اكلتها الشمس اخذوا كبد تلك
القبج الخجول
الى المنفى
الى وطن بلا الوان
بلا شعر
بلا ورد
بلا اغاني
بلا فن
بلا سماء
بلا اله
بلا حشيش
بلا شمس
بلا ام
بلا منار
فقط وطن اسود بلا ذكريا ت طفولية بلا شئ
مثل تاريخ الخونة مثل قلوب الابطال الخونة :
اسود
اسود ...اسود اكثر سوادا من الانفال وتلك
الايادي التي لم تدع الصنوبر يقبل بعضها بعضا
اكثر سوادا من تلك الاقدار التي لم تدعنا نلهو
في فناء دارنا ، حالكة كمطر التفاح الذي لم يدع
الريحان والنركز تدعو بعضها لحديقة الريح
حالكة كخوف غيوم من ان تمطر مطرا
ناعما مطرا ...اخضر واحمر ينزل في ايوان
دارنا
حالكة كوجه الذي جعل قريتي لوحة صفراء
تهرب الخرفان في قريتي من البساتين التي
اوت نواعير الصبايا اصبحت مقابر لاحلام
الحمام
الايوان الذي كان يضمنا على الفطور تطاير
مع غيمة سوداء
· هذه القصيدة من ترجمة الشاعرة (تريفة دوسكي) نفسها الى اللغة العربية بناء على طلب كاتب هذه السطور !
–26ايلول 2005.
====================================
بقلم الشاعرالاعلامي رمزي عقراوي من كوردستان العراق