كارثة قرية – ده كان- وصمة عار سوداء في جبين النظام البعثي الحاقد
اعداد- رمزي عقراوي
ان الشعب الكوردي خلال تاريخه النضالي الطويل وكفاحه المستميت من اجل نيل كامل حقوقه المشروعة في الحياة الحرة الكريمة تعرض الى الكثير من الحوادث المؤلمة والكوارث العظيمة والماسي الظالمة والابادة الجماعية لوجوده وبقائه ومصيره المجهول من قبل كل الانظمة العراقية الشوفينية السابقة خصوصا من قبل النظام البعث العنصري!
وكواحد من الامثلة الحية التي تشهد على التاريخ الاسود لنظام البعث الدموي كارثة قرية – ده كان- بتاريخ 18/8/1969 حيث اودت بحياة 67 طفلا وامراة وشيخا كبيرا في السن في اكبر تجمع بشري بريء لم يقترف ذنبا سوى انه اختبا في كهف جبلي خوفا وهربا من تعسف وظلم وغدر جلاوزة النظام البعثي الحاقد واذنابه من الخونة والعملاء الماجورين !
ان قرية –ده كان- تقع بالقرب من نهر خازر وهي تابعة لقضاء عين سفني – الشيخان الكوردي وهي مشهورة ببساتينها الخضر والفواكه واشجار الزيتون حيث كان زهاء 30 عائلة فلاحية تعيش في هذه القرية الوادعة بين احضان جبل "خيري" على الزراعة وتربية المواشي حالها حال بقية القرى الكوردية في شتى ارجاء منطقة كوردستان .
وبعد ان تسلم البعث نظام القمع والتسلط الهمجي في بغداد في انقلابه الكارثي الاسود سنة 1968 قام بالعديد من حملات الابادة الجماعية وازالة القرى ومسحها من الوجود بالاستناد الى ارتال الجيش الجرارة واسلحته العسكرية الثقيلة المدمرة كل هدفه وغايته القصوى هو القضاء المبرم على وجود الشعب الكوردي.
ومن هذه الحملات العسكرية الظالمة ما قام به المجرم الحاقد " عبدالجبار الاسدي" قائد الفرقة السابعة بشن حملة واسعة جوا وبرا على قرية – ده كان- حيث ان جل اهاليها من الاطفال والنساء والشيوخ قد هربوا من قريتهم هذه تاركين وراءهم كل مايملكون وقد اختباوا خوفا وارتياعا من بطش وظلم جلاوزة النظام البعثي في كهف قريب من قريتهم !
وقد تذكروا سورة العنكبوت الواردة في القران الكريم حين اختبا النبي محمد (ص) مع صاحبه ابي بكر الصديق (رض) في كهف عندما هاجر من مكة المكرمة الى المدينة المنورة خوفا من متابعة كفار قريش !
حيث قاموا بجمع الحشائش اليابسة وجذوع الاشجار واغصانها التالفة وكوموها امام باب الكهف ليوهموا بذلك العدو المجرم وعندما وصلت ارتال العدو الظالم الى هذه القرية الشهيدة وجدوها خالية تماما من ساكنيها فقاموا في الحال بنهب ممتلكاتها وتخريب بيوتها وتسويتها بالارض وبحرق محاصيلها وبساتينها وحقولها حيث قام افراد العدو البائس بالبحث المستميت عن سكانها ولكن عبثا ..وبعد فترة وجيزة سمعوا بكاء الاطفال وضجيجهم داخل هذا الكهف فبادر العدو الئيم في الحال الى اشعال النيران بتلك الحشائش والجذوع المكومة في مدخل الكهف ..وهكذا فقد احترقت هذه الجموع البريئة ولم يشفع لهم كل العويل والصراخ والاستغاثة النابعة من اعماق الطفولة البريئة لانقاذهم من هذا المشهد الجهنمي المروع من قبل الطغمة الذليلة والوحوش البرابرة ! حتى اتت النيران على جميعهم وسكت كل الموجودين داخل الكهف ومما زاد الطين بلة – كما يقولون – فان الذئاب الحاقدين والماجورين كانوا يضحكون ويقهقهون ويشتمون هذا الجمع البريء من الاطفال والنساء والشيوخ وهم يتفرجون على موتهم ويمثلون بجثثهم المحترقة بكل صفاقة !
والباعث الاكبر على الحزن والاسى في مثل هذه الجريمة الشنعاء ان اصغر الضحايا كانت طفلة عمرها شهر واحد فقط واسمها عائشة درويش واكبر الضحايا سنا كانت امراة عجوز عمرها 85 سنة واسمها مريم مصطفى !
فها يا ترى رايت او سمعت او قرات ولو في اساطير الاولين ، ان حاكما قد قام بابادة شعبه وحرق بلده لغرض دنيء في نفسه الامارة بالسوء سوى ما نذكره عن "نيرون الطاغية " الذي ورد ذكره في التاريخ انه كان حاكما رومانيا قد قام بحرق روما بنفسه وهو يضحك ويرقص فرحا !
فنحن لا نستطيع ان نحدد كل ما قام به النظام البعثي الفاشي الحاقد من الحوادث والكوارث الغريبة والعجيبة بحق الشعب العراقي وكذلك بحق الوطن العراقي ارضا وهواء.. سماء وماء، اثارا وممتلكات منقولة وغير منقولة لان ذلك يحتاج منا الى مجلدات ضخمة جدا وقد سجلها التاريخ الدموي للعراق بمداد من دماء ملايين العراقيين البريئة الطاهرة التي سالت هدرا منذ 35 سنة وبدون اية مسوغات او مبررات وطنية او قومية او دينية او انسانية وافتعال النظام البعثي الاسود حربا ضروسا ضد ايران والكويت وكارثة الانفال سيئة الصيت وكذلك كارثة حلبجة الشهيدة ..كل هذه وتلك غير بعيدة عنا !